الشيخ الصفار: محاكمة مبارك مؤشر لزمن عربي جديد
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن البلاد العربية باتت تعيش زمنا مختلفا لا مجال فيه لإخضاع الشعوب داعيا الحكام العرب إلى اتخاذ العبرة من نظرائهم الذين سحقتهم شعوبهم.
وأضاف الشيخ الصفار تعليقا على المحاكمة التي يخضع لها الديكتاتور المصري المخلوع حسني مبارك "ان زمن الخضوع والخنوع قد ولى.. ما عادت الشعوب تحتمل الظلم والاستبداد والجور وامتهان الكرامة".
ودعا الحكام العرب خلال خطبة الجمعة بتاريخ 5 رمضان 1432هـ الموافق 5 أغسطس 2011م في مدينة القطيف شرق السعودية إلى تصحيح علاقتهم بشعوبهم واحترام تطلعات مواطنيهم وعدم الاستهانة بكراماتهم.
وتابع أمام المصلين في مسجد الامام الرضا ان "الثورة المصرية والتونسية وباقي البلدان العربية مؤشر على زمن عربي جديد.. لا رجعة معه للوراء".
ومضى مخاطبا الحكام العرب بأن عليهم اتخاذ العبرة من نظرائهم الآخرين الذين عاقبتهم شعوبهم اما بحبل المشنقة أو الطرد لخارج البلاد أو وضعهم خلف القضبان وجرجرتهم إلى المحاكم.
وخاطب الحكام بالقول إذا كانوا لا يريدون الاتعاظ بأحداث التاريخ التي سقطت فيها دول عظمى وفنى معها حكام جبابرة فليتعظوا من مصير نظرائهم المعاصرين الذين فقدوا السلطة وزالت عروشهم.
وذكر في هذا السياق بمصير الرؤساء المخلوعين العراقي صدام حسين والتونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.
وتناول الصفار حجم الاستبداد والظلم والفساد خلال عهد الديكتاتور المصري المخلوع الذي عاش خلاله 40 بالمئة من الشعب تحت خط الفقر فيما استأثر هو وعائلته وحاشيته بثروات البلاد.
وأشار كذلك إلى استهتار مبارك بحقوق الإنسان وزج 30 ألف معتقل سياسي في السجون وتبديده ثروة البلاد من الغاز في صفقات مشبوهة مع إسرائيل فيما يرزح الشعب تحت أزمات الطاقة.
وتابع حديثه حول تورط الرئيس المخلوع في حصار الشعب الفلسطيني في غزة ارضاءا لإسرائيل.
ورأى الصفار أن ذلك مثل قمة الاستهانة بكرامة المصريين ومشاعرهم وهو ما قاد لاندلاع شرارة الثورة الشعبية واقتياد الديكتاتور إلى قفص الاتهام في نهاية المطاف.
وفي سياق الخطبة الثانية نصح الشيخ الصفار بالاحتفاظ بيقظة الضمير الدائمة وتنمية حال الحساسية إزاء ارتكاب الذنوب والأخطاء بحق الله وسائر العباد خاصة في شهر رمضان المبارك.
ودعا في السياق ذاته إلى تجنب الفرح بارتكاب الذنوب والأخطاء بحق الآخرين معتبرا حالة الفرح تلك أعظم سوءا من ارتكاب الذنب نفسه على حد تعبيره.
وتابع بأن على الإنسان المؤمن أن لا يتردد في الاعتذار ممن اخطأ بحقهم وأن لا تأخذه العزة بالإثم تجاه الآخرين لمجرد اعتبارهم أدنى مرتبة منه وظيفيا أو اجتماعيا أو حتى أسريا.
وتسائل الشيخ الصفار ما العيب في تقديم الاعتذار للزوجة أو الإبن أو العامل والخادمة إذا ما اكتشفنا أننا ارتكبنا خطأ بحقهم.
وقال ان على الإنسان أن ينمي في نفسه ما وصفها بالمناعة والحساسية والندم تجاه ارتكاب الذنوب والأخطاء.
وتابع بأن على الإنسان أن لا يستهين بأي ذنب ارتكبه مهما صغر في نظره فهذه الاستهانة هي بذاتها من أعظم الذنوب.
ونصح المؤمنين بالاحتفاظ بقظة ضمير أكبر خلال شهر رمضان المبارك من خلال منح أنفسهم فرصة التدبر في آيات القرآن الكريم والأدعية الرمضانية المأثورة عن النبي الكرم وأهل البيت.
«الخطبة الأولى: تنمية الحساسية تجاه الذنوب»
«الخطبة الثانية: مؤشرات لزمن عربي جديد»