الشيخ الصفار ينعى العالم الجليل السيد محمد المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾
﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾
«موت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم طمس وموت قبيلة أيسر من موت عالم» (المتقي الهندي: علي، كنز العمال، حديث رقم 28823، الطبعة الخامسة 1985م، مؤسسة الرسالة، بيروت)
في منتصف شهر الله الفضيل خير الشهور وأعظمها، وفي أفضل بقعة من بقاع الأرض مكة المكرمة، حيث بيت الله الحرام أول بيت وضع للناس، وفي ذكرى ميلاد السبط الأول لرسول الله الإمام الحسن بن علي ، اختار الله تعالى إلى جواره عالماً فاضلاً من ذرية الإمام الحسن وسلالته الطاهرة، هو العالم الحبيب صاحب الطلعة البهية والأخلاق الرفيعة السيد محمد بن علوي المالكي الحسني (رحمه الله).
أنجبته أسرة علمية حَسَنِيَّة عريقة ونشأ في أحضان العلم والتقوى، وقضى أيام حياته الكريمة خادماً للعلم والدين في البلد الحرام، فاتحاً أبواب قلبه وأبواب منزله لجميع المسلمين، يستقبل الجميع بأخلاق عالية، ومحبة وتقدير، لا يحمل ضغينة على أحد ولا يسيء لأحد مهما اختلف معه في المذهب والرأي، وطالما احتضن مجلسه الشريف علماء وفضلاء من جميع المذاهب الإسلامية سنة وشيعة، من هنا تمكنت محبته في القلوب وعشقته النفوس، فربى أجيالاً على العلم والخير والصلاح، كما أصدر العديد من الكتب والمؤلفات العلمية والفكرية.
وكان محباً عاشقاً إلى حد التفاني لرسول الله ولأهل بيته الطاهرين يحتفي بذكريات مواليدهم ويعطر المجالس بذكر مناقبهم وفضائلهم.
وإذ نستشعر الخسارة الفادحة بفقده على الوطن والأمة الإسلامية، فإننا نؤكد إيماننا وتسليمنا بقضاء الله وقدره، كما نؤكد على حاجة الأمة والوطن لاستمرار نهج الفقيد الراحل في التسامح والانفتاح والاهتمام بوحدة الأمة وحماية أمن مجتمعاتها وأوطانها.
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، كما نقدم لأسرته الكريمة أحر التعازي سائلين الله تعالى لهم حسن المثوبة والأجر.
والحمد لله رب العالمين.
15 رمضان المبارك 1425هـ
15 رمضان المبارك 1425هـ
هذا وقد شارك سماحة الشيخ الصفار في مراسم تشييع الفقيد الراحل في مكة المكرمة مساء يوم الجمعة ليلة السبت حيث شاركت جموع غفيرة ودفن بقرب قبر أم المؤمنين خديجة في مقبرة المعلا بعد الصلاة عليه في البيت الحرام.