الشيخ الصفار يحذر من النتائج الوخيمة للثقافات العنصرية وسياسات التهميش
- ويدعو لمعالجة أوضاع غير محددي الجنسية في البلاد الخليجية.
حذر سماحة الشيخ حسن الصفار من النتائج الوخيمة لانتشار الثقافات العنصرية لليمين المتطرف في أمريكا وأوروبا.
جاء ذلك في تعليق للشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة بتاريخ 12 رمضان 1432هـ الموافق 12 أغسطس 2011م في مدينة القطيف شرق السعودية إثر الاحتجاجات وأحداث العنف التي شهدتها الأحياء الفقيرة في العاصمة البريطانية لندن مطلع الأسبوع.
وقال الصفار "لا شيئ أسوأ من نظام سياسي قائم على فكرة عنصرية فيفضل فئة معينة من مواطنيه فيما يضطهد الفئات الأخرى ويعتدي على حقوقها".
وأضاف "إذا كانت الثقافة العنصرية تعد خطأ فإن الخطيئة الأشد هي الأنظمة والقوانين والسياسات المترتبة عليها".
ودعا الشيخ الصفار في السياق ذاته إلى معالجة أوضاع غير محددي الجنسية "البدون" في المملكة والبلاد الخليجية.
وتابع بأن هذه الفئة من الناس تواجه مصاعب كبيرة جرّاء التهميش في مجالات التعليم والصحة والعمل مما يجعل حياتهم جحيما و"يصنع منهم قنابل موقوتة في مجتمعاتنا".
وأضاف بأن هذه الفئة بشر ومسلمون ومقيمون ولدوا وعاشوا في بلادنا فلا ينبغي غض الطرف عن معاناتهم.
وأردف الشيخ الصفار بأن سياسات التهميش والتمييز قد تطال مختلف الفئات والطوائف رافضا الانشغال بالمظالم الخاصة بمنأى عن مظالم الآخرين.
وقال "ينبغي أن نكون حساسين تجاه أي ظلم يقع على أي إنسان.. لأن نتائج الظلم قد تطال الجميع".
وعلى الصعيد الاجتماعي دعا الصفار إلى النأي بالأولاد عن الثقافة العنصرية والتنابز مع أقرانهم على أساس عرقي أو عنصري أو طائفي سيما إزاء المقيمين الأجانب في البلاد.
وتابع "لا يصح لنا السكوت عن السلوكيات العنصرية حتى على مستوى الألفاظ.. فلا ينبغي أن نسمح بالكلام عن الآخرين بلغة دونية".
وحذر الشيخ الصفار من النتائج الوخيمة لسياسات التمييز بين الناس القائمة على أساس قبلي أو عرقي أو طائفي.
وأضاف بأنه ليس هناك دين أو مذهب سوي يرضى لأتباعه التعالي على الآخرين "فإذا وجد شيء من هذا فذلك افتراء على الدين أو المذهب".
وقال بأن مجرد انتماء أحد لعقيدة أو دين أو مذهب معين لا يجعل منه الأفضل وانما الالتزام بالقيم هو معيار التفاضل بين الناس.
وأضاف بأن الكثير من المجتمعات البشرية تواجه اليوم معضلة مع الثقافة العنصرية القائمة على أساس عرقي او اثني او ديني وان هذه الثقافة تتطلب جهودا ضخمة لاستئصالها.
«الخطبة الأولى: التوبة حتى لا يصبح الذنب مسلكاً»
«الخطبة الثانية: الثقافة العنصرية وخطرها على المجتمعات»