الشيخ الصفار: الراحل الشيرازي من أبرز أعلام التغيير في الأمة
والباحث الشيوخ يقول بأن الإمام الراحل شدد على "اللا عنف" لسانا وقلما وممارسة.
وصف سماحة الشيخ حسن الصفار المرجع الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي بأنه من أبرز أعلام التغيير والإصلاح في الأمة الإسلامية مشيدا بريادية فكرة "اللا عنف" التي تبناها الراحل.
جاء ذلك ضمن حفل تأبيني أقيم الأربعاء (22/10/1432هـ الموافق 21/9/2011م) وشارك فيه الشيخ الصفار والباحث الاجتماعي محمد الشيوخ بمسجد الرفعة في مدينة تاروت بمحافظة القطيف تحت شعار "اللا عنف في فكر الإمام الشيرازي".
وقال الشيخ الصفار ضمن ندوة مفتوحة بأن الإمام الشيرازي عمل منذ وقت مبكر على تغيير الواقع المتخلف في الأمة ولم يرضخ لمعادلات الأمر الواقع رغم القسوة التي ووجه بها من البعض.
وأوضح بأن رواد التغيير في الأمة غالبا ما يواجهون ثلاث عقبات رئيسية تكمن في غياب الفهم لمشاريعهم وتشبث أصحاب المصالح القائمة بالأمر الواقع وأخيرا عنف المناوئين.
وقال بأن الإمام الراحل عاني طيلة حياته من هذا الثالوث على حد تعبيره.
ووصف الصفار نظرية "اللا عنف" التي تبناها الإمام الراحل بأنها من الأفكار الريادية التي كانت حينها بمثابة "السباحة عكس التيار" إبان فورة المد الثوري في المنطقة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وتابع بأن نظرية "اللا عنف" عند الشيرازي كانت ترشيدا لحالة الاندفاع التي انتابت بعض التوجهات السياسية الغاضبة وإمكانية ميلها لاستخدام العنف ضد الأنظمة السياسية في المنطقة.
وأضاف بأن الإمام الراحل كان يدرك بأن العنف لا يؤدي إلى نتيجة وأن تداعياته ستكون وخيمة على واقع الأمة.
وأضاف بأن الأيام أثبتت بأن الزمن يجري في صالح الأفكار الإصلاحية.
وأوضح الشيخ الصفار بأن نظرية "اللا عنف" في فكر الشيرازي لم تكن تعني الاستسلام والتراجع أو الخضوع بل كانت قرينة بالتحرك نحو تعبئة طاقات الأمة ضد الاستبداد والظلم.
ومضى يقول بأن "اللا عنف" هو منهج في التغيير لا يتحقق إلا بعد نضال ثقافي وسياسي واجتماعي طويل، مضيفا بأن هذا ما أثبتته ثورات الربيع العربي.
الندوة التي عقدت بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الإمام الشيرازي وقدمها الكاتب حسين العلق شهدت سلسلة تساؤلات ومداخلات من الجمهور الذي ملأ قاعة المسجد.
إلى ذلك ألقى الباحث الاجتماعي محمد الشيوخ كلمة تأبينية في الحفل لفت فيها إلى تركيز الإمام الشيرازي ضمن نظرية على "اللا عنف" لسانا وقلما وممارسة.
وأضاف الشيوخ ضمن سياق حديثه عن اللا عنف في فكر الإمام الشيرازي "أن من الأمور اللافتة في الثورات الأخيرة في العالم العربي انتهاجها سبيل اللا عنف مع قسوة الأنظمة فكان ذلك سرّ نجاحها".
وتابع الباحث بأن الإمام الراحل كان يرى بأن العنف مرفوض دينيا وأخلاقيا وأنه منهج مدمر ومنفر يصرف تعاطف الناس ويؤلب العالم ويسوغ للأنظمة المستبدة ممارسة العنف والقمع بحق الناس.
ونوه الشيوخ بالرؤية الثاقبة وآليات العمل الملائمة والسعي الدؤوب الذي تحلى بها الشيرازي الراحل.
الحفل الذي حضرته شخصيات علمائية وكتاب ومثقفون من أرجاء المنطقة شارك في التقديم له الكاتب الشاب محمد الصادق.