إحياء ذكريات أهل البيت (ع) لاستحضار سيرهم

إن الاحتفاء بذكريات عظماء الإسلام ليس عملا ترفيا وإنما هو نشاط قيمي أخلاقي. وهكذا يكون الاحتفاء بذكرى مواليد أو وفيات أئمة أهل البيت حيث يستهدف توثيق علاقة أبناء الأمة بسيرة قادتها الربانيين، و«الاستفادة من مدرستهم».

وأفضل وسيلة توثِّق بها الأمة علاقتها بقادتها الربانيين هي «استحضار سيرهم العطرة، وقيمهم العظمى، التي ضحوا بحياتهم من أجلها».

ولهذا فانني أحذر من تحول الاحتفاء إلى حالة عاطفية، أو عادة اجتماعية، وذلك بالبعد عن استحضار السيرة واستذكار التوجيهات والتعاليم والعمل بها، لأن حياة الإنسان تقاس بإنجازاته وكفاءته، وليس بطول عمره وقصره، فالمقارنة تكون لمصلحة من أنجز، بغض الطرف عن عمره، فالإمام الجواد (عليه السلام) لم يتجاوز الخامسة والعشرين، ومن توجيهاته أنه قال: ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله: كثرة الاستغفار، ولين الجانب، وكثرة الصدقة.ومن هنا أتساءل: أليس كلنا يرغب في رضوان الله؟

فما هي خارطة الطريق لبلوغ ذلك؟ إنه الاستغفارالذي يعني الندم على ارتكاب الذنب، والعزم على تركه، ومعالجة النقص، وليس مجرد «لقلقة لسان» ، وإن كان التلفظ بالاستغفار مطلوبا لتأكيد المعنى في نفس الإنسان وسلوكه، فالإنسان المؤمن ينبغي أن يتحلى بلين الجانب في علاقاته مع من حوله من الناس، من زوجة وأولاد وأقارب وخدم وأصدقاء، فذلك يكسبه رضا الله والناس. وعلى أن يكون الإنسان معطاء، وأن يعوّد نفسه وأهله على التصدق ولو بالشيء القليل، فذلك بمثابة «الشكر لله على نعمه، وعلى الخير الذي هو فيه».

السبت 26 نوفمبر 2011م - العدد: 1174