الشيخ الصفار يدعو لتعزيز حرية التعبير عن الرأي
ويحث على الاستفادة من الفرص المتاحة لخدمة قضايا حقوق الإنسان.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى التضامن مع أصحاب الآراء الحرة والوقوف بوجه الإرهاب الفكري الذي يرمي لإخافة الناس عن ابداء آرائهم بحرية.
وأشار الشيخ الصفار في حديث أمام حشد من رواد مجلسه الأسبوعي مساء الخميس (20/1/1433هـ الموافق 15/12/2011م) إلى أن الناس مطالبون بالتضامن مع أصحاب الآراء الحرة وعدم تركهم في الساحة منفردين.
وقال بأن حرية التعبير لا ينتزعها إلا من يتحلى بالشجاعة الكافية والاستعداد للتضحية. مستدركا بأن حرية طرح الآراء لا تعني بأي حال التعدي على حقوق الآخرين.
وتابع الصفار بأن السكوت على ظلم أصحاب الآراء الحرة سيبقي سيف الإرهاب الفكري مسلطا على رقاب الجميع.
وعلى المستوى الديني أشار إلى أن من سكتوا ازاء الفتاوى الدينية المتشددة ضد غيرهم سرعان ما نالتهم أمثال تلك الفتاوى.
ودعا الشيخ الناشطين المتصدين للشأن العام إلى عدم الإنزعاج والتهيب ازاء حالات النقد التي قد تطالهم "فالناس في نهاية المطاف تتضامن مع المضطهد والمعتدى عليه".
وأضاف بأن الله شرع الحوار وأن جميع الأنبياء تحاوروا مع أقوامهم، وقد استقبل ائمة أهل البيت عتاة الزنادقة وتركوهم يطرحون آرائهم بحرية وناقشوهم فيها.
وأوضح في السياق ذاته بأن التقنيات الحديثة ساعدت الناس على كسر حاجز الخوف عبر مشاركاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت.
إلى ذلك استنكر الشيخ الصفار تدهور أوضاع حقوق الانسان في البلاد العربية والإسلامية.
وانتقد الشيخ في حديث له على هامش اليوم العالمي لحقوق الانسان "تربع" الدول الاسلامية على قمة الدول الأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان في العالم بحسب التقارير الدولية.
وحث أبناء المجتمع على الاستفادة من الفرص المتاحة قانونياً وإعلامياً وسياسياً لتعزيز وضمان حقوقهم كمواطنين إن على المستوى الخدمي أو على صعيد حرياتهم الدينية والإنسانية.
وأضاف بأن المجتمعات الواعية هي الأكثر دفاعا عن حقوقها في جميع المجالات "ولا تقبل لنفسها الظلم أو السكوت على مصادرة الحقوق".
وقال الصفار بأن منظومة حقوق الانسان لا تقتصر على ما يرتبط بعلاقة المواطن مع أجهزة الدولة وإنما تشمل كذلك الحقوق ضمن الإطار العائلي والعلاقات الاجتماعية.
ودعا العلماء والخطباء إلى تعريف الناس بحقوقهم وألا يقتصروا في توجيههم الديني على طرح حقوق الله فقط "فهي على أهميتها لا تنفصل عن مراعاة حقوق الناس".
واستعرض في السياق نفسه نماذج من السنة النبوية في بعدها العملي المتمثل في الممارسة القيادية للرسول الأكرم التي اعتبرها "أفضل نموذج تطبيقي في تاريخ البشرية لمبادئ حقوق الإنسان".