الشيخ الصفار يهاجم مروجي (ثقافة التخويف) بين السُنة الشيعة
هاجم سماحة الشيخ حسن الصفار الأطراف المؤججة لما وصفها "ثقافة التخويف وإثارة القلق" بين السُنة الشيعة في العالم الاسلامي.
وقال الشيخ الصفار "واقع الأمر لا السُنة خطر على الشيعة ولا الشيعة خطر على السُنة وإنما الاستبداد السياسي والهيمنة الأجنبية هما الخطر المشترك على الطرفين".
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي القاها الصفار في مدينة القطيف شرق السعودية 9/4/1433هـ الموافق 2/3/2012م.
وأضاف بأن "ثقافة التخويف" تشكل أرضية للنزاعات وتشغل الناس ببعضهم البعض على حساب خدمة مصالحهم الحقيقية.
وأضاف الشيخ الصفار "الخطر الحقيقي على السُنة والشيعة هو التخلف العلمي وتفشي الفقر والبطالة وقصور التعليم وغياب الخدمات في أوطان المسلمين".
وقطع بالقول بعدم وجود خطر سني ضد الشيعة ولا خطر شيعي ضد السُنة، مستدركا بأن "هناك من يبث مثل هذه الثقافة التحريضية بين الطرفين".
وفي هذا السياق دان الشيخ الصفار انعقاد ندوة مناوئة للمسلمين الشيعة في العاصمة السعودية الرياض مؤخرا.
ووصف مواضيع الندوة التي جاءت بعنوان "حقيقة المعتقد الرافضي وخطره على المجتمعات السنية" بالهراء والسخافة التي ترمي لإشغال الشعوب ببعضها بعيدا عن قضاياها الأساسية.
وتساءل إذا كان هناك متطرفون يخوفون السُنة من الشيعة وظهر أمثالهم ممن يخوفون الشيعة من السلفيين "فإلى أين ستنتهي الأمور".
وأسف لإنبعاث "ثقافة التخويف" مجددا في هذا النوع من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات.
وأضاف "كنا نظن بأن الزمن تجاوز هذه الندوات خصوصا في أجواء الربيع العربي وسعي الشعوب نحو الحرية وحماية حقوق الانسان وبروز الأفكار التقدمية في العالم".
وقال بأن أعداء الأمة هم المستفيد الأول من اثارة المشكلة الطائفية وبقاء حالة التخلف في مجتمعاتنا، معتبرا "الخطر الحقيقي" على السُنة والشيعة هو الهيمنة الأجنبية بكل أشكالها.
وتابع بإن اسرائيل مرتاحة الآن ومستفيدة من انشغال العالم العربي بمشاكله فيما تسارع في تهويد مدينة القدس وتكريس عدوانها واحتلالها إلى جانب تنمية قدراتها.
وفي حين جدد الشيخ الصفار ادانته لانعقاد هذا النوع من الندوات نصح "بعدم الردّ على هذا المنهج بمثله، لأن ذلك هو ما يخدم هذه المخططات والتوجهات".
وأعرب عن أمله بأن تعيش جميع الفئات في المجتمعات الاسلامية في ظل نظام عادل يساوي بينهم في الحقوق والواجبات والفرص.
ودعا لتجريم للتحريض وإثارة الكراهية لتجنيب البلاد خطر النزاعات ولتعيش أوطاننا حالة السلم المجتمعي والاستقرار السياسي على حد قوله.
وقال بأن الحل السليم الذي تأخذ به المجتمعات البشرية هو قيام التنافس الايجابي بين الأفراد والفئات تحت ظل القانون الذي يحمي الجميع ويساوي بينهم في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص.
ودعا إلى سيادة الثقافة الايجابية التي تدفع الناس باتجاه العمل، معتبرا ذلك سببا لتطور الأوطان وصنع الاستقرار والسلم في المجتمعات.
ورفض الصفار أساليب "بعض الفئات" التي تعمل بمنهجية اضعاف وتعويق الآخرين حتى تكون هي الأقوى.
وصف ذلك بالمنهج الخاطئ والعدواني والسبيل للنزاع والصراع إلى جانب مخالفته للنظام الالهي حيث جعل الحياة تتسع لكل البشر وخيراتها مبذولة لجميع بني آدم.