الشيخ الصفار: السيد محمد رضا الشيرازي نموذج للالتزام القيمي وحمل هموم الأمة
قال الشيخ حسن الصفار إن شخصية الراحل المقدس السيد محمد رضا الشيرازي تمثل المكانة العلمية والقيمية الأخلاقية بأجمل صورها، مؤكداً أنه لم يصحب رجلاً بهذا السمو الأخلاقي، من نكران للذات وتعظيم الآخرين والتواضع لهم، كما أنه لم يكن يسمح لنفسه في أن يدخل في خلاف مع أحد أو حتى يلمح بالإساءة لأحد.
كلام الشيخ الصفار جاء خلال الحفل التأبيني الذي أقيم يوم الخميس 5 جمادى الثاني 1433هـ في حسينية أهل البيت بمنطقة "أم الحمام" لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لرحيل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي "قدس سره" تحت عنوان "المقدس الشيرازي عطاء غير مجذوذ" وحضره حشد من المهتمين.
وافتتح الشيخ الصفار كلامه بحديث عن الإمام الصادق أن الحواريين سألوا نبي عيسى : "يا روح الله، من نجالس؟ فأجابهم: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الخير عمله" مضيفاً أن من توفيق الله سبحانه وتعالى ونعمه علي أنني عاشرت هذا الراحل الكبير السيد محمد رضا الشيرازي، والذي تعرفت عليه عندما ذهبت للدارسة في الكويت، وكان السيد الراحل في عقده الثاني من العمر، إلا أنه ورغم حداثة سنه فقد كان يتحلى بصفات الكبار والعلماء.
وقال الشيخ الصفار أنه في عام 1415هـ وبعد العودة للوطن وقد استقر سماحته في الكويت، طلبت منه أن يخصص لي ساعة من وقته كل يوم لمراجعة بعض الأبحاث في علم الأصول إلى جانب حضوري لبحثه الخارج في الفقه، وقد كنت اذهب للكويت عصر كل يوم جمعة وأعود إلى القطيف يوم الأربعاء، فكانت تلك الساعات التي اقضيها معه وأتزود فيها من علمه من أفضل فرص استفادتي العلمية، مضيفاً ما جعل السيد رحمه الله يجمع بين المجال العلمي والمعرفي ومجال بناء المؤسسات، أنه كان دائم الاجتهاد والجد والتواضع للجميع، بالإضافة إلى تنظيم وقته واستثماره والاستفادة منه في أي لقاء أو جلسة أو محاضرة.
وتطرق الشيخ الصفار للصفات الكثيرة التي اكتسبها السيد محمد رضا الشيرازي من مدرسة والده المرجع الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي "قدس سره" فهو خلاصة تلك المدرسة التي كانت تحمل هم النهضة والتغيير في الأمة، (ويضيف الشيخ الصفار) هذا ما نراه في كتب المرجع الشيرازي، وهو ما جذبنا إليه، وهو الهم الكبير الذي كان يحمله ويدعوا إليه. مؤكداً أن أي مصلح لديه مشروع أو نهضة فإنه يتعرض لمواجهة إما خارجية أو داخلية بهدف اجهاض المشروع الذي يحمله.
وبين الشيخ الصفار أن السيد محمد رضا الشيرازي تميز بأمور جعلته يبتعد عن الخلافات والصراعات التي كانت تدور في ذلك الوقت، منها: الارتباط بالله سبحانه وتعالى والقرب من الله والتقوى والورع، بالإضافة إلى الهم الكبير الذي كان يحمله ما يجعله يتجاهل المهاترات والأمور الصغيرة، وأيضاً التمثل الدائم بسيرة العلماء والعظماء. والاختبار الحقيقي للمتدينين هو في طريقة مواجهتهم للخلافات التي تحصل.
وختم الشيخ الصفار حديثه ببعض الأمور التي كان يركّز عليها السيد الشيرازي وهي: العلم والمعرفة، والعمل وخدمة الناس، والتشجيع الدائم على الزواج المبكر لأنه يعتبره سبيلاً للعفة. وتخلل الحفل التأبيني الذي أداره الشيخ محمد العبد العال العديد من المداخلات والأسئلة التي تنوعت بين البيئة التي توفرت للسيد محمد رضا الشيرازي وجعلته بهذه القامة بالإضافة إلى المميزات التي تمتع بها الراحل.