الشيخ الصفار ينتقد تضاؤل الاهتمام بضحايا الأمراض النفسية
انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار تضاؤل الاهتمام الرسمي والأهلي بضحايا الأمراض النفسية التي باتت تجتاح نحو ربع النساء السعوديات ونحو 15 بالمائة من الذكور.
ووصف الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ13 جمادى الآخرة 1433هـ الموافق 4 مايو2012م الإحصاءات الرسمية حول المرضى النفسانيين في المملكة بالأرقام الخطيرة.
وأشار إلى إحصاءات وزارة الصحة السعودية التي كشفت عن ارتفاع أعداد مراجعي العيادات النفسية الى 439 ألف مراجع بينهم 187 ألفا يرقدون على أسرة المستشفيات.
وكانت إحصاءات دولية ومحلية أشارت إلى ارتفاع نسب مرضى الاكتئاب عند النساء بين 15 و25% متجاوزة بذلك النسبة عند الذكور التي بلغت بين 10 و 15%.، وعلى الصعيد المحلي يؤكد باحثون أن نسبة إصابة النساء السعوديات بالاكتئاب تجاوزت النسب في الدول الأخرى، حيث بينت الدراسات أنه في حين كان عدد الرجال المصابين 33 مصاباً، فسيفوقهم النساء بـ 66 حالة مصابة.
وانتقد الشيخ الصفار قلة عدد المستشفيات النفسية في المملكة وغياب ما وصفه أي تقدم ملموس منذ عشرين عاماً على مستوى التجهيزات الطبية أو الكوادر الطبية أو توفير الأسرة.
ووصف الاهتمام الرسمي على صعيد الصحة النفسية في المملكة بأنه يعاني "خللاً وضعفاً كبيراً جداً".
وتساءل عن مبررات هذه الأزمة خصوصاً في ظل الأرقام الفلكية للميزانية العامة للدولة والميزانية المعتمدة لوزارة الصحة.
واستطرد بأن المواطنين ينتظرون أن ينعكس أثر هذه الثروات على مختلف المجالات وعلى رأسها المجال الصحي.
ودعا الشيخ الصفار إلى الاهتمام بأسباب وجذور الأمراض النفسية ومن أهمها الأزمات الحياتية التي يعيشها الناس على حدّ تعبيره.
وأرجع بعض الأمراض النفسية لمعاناة الكثيرين من مشاكل حياتية كأزمات السكن، والوظيفة والحياة المناسبة.
وقال بأن هذه الأزمات كثيراً ما تكون باعثاً على الأمراض النفسية والإصابة بحالة الإحباط واليأس لدى الكثيرين.
وشدّد على دور العائلة في تجنيب الأبناء الأمراض النفسية داعياً إلى الانفتاح على مشاكل البنات بصورة أكبر.
وعلّل قوله بأن المرأة في مجتمعاتنا لا تزال تتعرض لكثير من الضغوط ولا تشعر بأنها تعامل كإنسان من الدرجة الأولى مثل أخيها الذكر.
وأضاف بأن شعور الفتيات بأنهن يعاملن كبشر من الدرجة الثانية في مجتمعنا يعد "من أسباب انتشار الأمراض النفسية".
ودعا الشيخ الصفار إلى تضامن اجتماعي أوسع في مواجهة الأمراض النفسية من خلال توفير الاستشارات الاجتماعية ولجان إصلاح ذات البين وتقديم القروض للمحتاجين.
كما نصح بمواجهة الأمراض النفسية بتأكيد الثقافة الدينية التي تربي الإنسان على مواجهة الأزمات بثقة واطمئنان من خلال الايمان بالقضاء والقدر خصوصا إزاء القضايا الخارجة عن الإرادة كالحوادث والموت أو بروز العقبات القانونية او الاجتماعية التي تحول دون تحقيق بعض التطلعات من قبيل قضايا الزواج إذا لم يمكن التغلب عليها.