الشيخ الصفار يتساءل: العمل وسيلة أم غاية؟
تساءل سماحة الشيخ حسن الصفار في محاضرته الاسبوعية (الخميس 19/6/1433هـ) عن العمل هل هو وسيلة أم غاية؟ وماذا لو توفرت للإنسان حاجاته المعيشية دون أن يعمل هل سيندفع للعمل أم لا؟
وقال سماحته أن بعض الناس عندما يتوفر له دخل لا يكلفه مشقة العناء كأن يحصل على إرث أو يكون له راتب تقاعد يوفر له حاجاته دون عناء العمل فإنه لا يجد دافعا للعمل.
وأضاف: وهناك صنف من الناس حتى لو توفر له ما يغنيه فإنه لا يترك العمل لوجود روحية وثقافة تدفعه للعمل والنشاط.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن بعض المجتمعات التي تسودها ثقافة الكسل والترهل يبحث الفرد فيها عن أي طريقة ليهرب من العمل، لهذا وجدت حالة عند بعض الشركات والجهات الحكومية تكرس هذه الحالة كبطالة مقنعة، كما في بعض تطبيقات برنامج حافز وما شابه.
وأكد سماحته أن المؤمنين بالله سبحانه والراغبين في التقدم والنجاح يجب أن تكون نظرتهم للعمل على أساس انه عبادة كالصلاة والصوم، وفي الوقت ذاته هم لا يرضون لأنفسهم أن تجمد طاقاتهم حتى لو كانوا مستغنين عن العمل.
وقال: كما أن العمل جزء من هدف وجود الإنسان في الأرض، حيث أنه مدعو لإعمار الأرض، وهو شريك في التنمية، فإن العمل ايضا يصقل شخصيته، ويشعره بالحيوية.
وتساءل سماحته: كيف يرضى الإنسان لنفسه أن يعيش الخمول والكسل؟ والعمل بالإضافة إلى أنه يغنيه عن الحاجة هو مفيد لجسمه ونفسه وعقله.
وأضاف: النصوص جاءت صريحة في التشجيع على العمل للعمل، فإن العمل مطلوب لذاته، ونحن بحاجة له لتفجير طاقاتنا الكامنة وعدم تركها مهملة.
يشار إلى أن عدد الذين سجلوا اسماءهم في برنامج حافز وصل إلى أكثر من مليون ومائة وستين ألف مواطن بإجمالي صرف يقدر بـ 36 مليار ريال في العام الواحد، كما أن وزارة العمل اشارت إلى وجود احتيال على السعودة، أو ما يسمى بالسعودة الوهمية، وإقبال الشباب على التسجيل في الشركات مقابل مبالغ رمزية دون العمل الفعلي فيها.