الشيخ الصفار يكتب «فی التنمية الأسرية»

محمد أحمد آل محسن

• الكتاب: "في التنمية الأسرية"

• تأليف: الشيخ حسن الصفار

• عدد الصفحات: 65 صفحة من القطع المتوسط

• الطبعة الأولى: 1433 هـ - 2012 م

يولي الشيخ حسن الصفار جزءا كبيرا من مؤلفاته ومحاضراته في الحديث عن قضايا الأسرة والمجتمع، ومن خلال دوره كرجل دين ناشط في المجتمع، جعله هذا الدور في صلب القضايا الاجتماعية، نظير ما يرد له من استفسارات ومشاكل وخلافات أسرية، فأصبح مع مرور هذه السنوات "ضليع" في أسباب هذه القضايا، ومنشأها، وكيفية معالجتها بأسلوب عصري وحديث.

من هذا المنطلق جاء كتاب الشيخ حسن الصفار الجديد "في التنمية الأسرية" وهو عبارة عن مجموعة مقالات كتبها الشيخ الصفار خلال فترات متعددة، تُعنى بشأن التنمية الأسرية، وتناقش بعض قضاياها. يقول الشيخ الصفار في مقدمته "إن تعزيز كيان الأسرة، وحمايته من التصدعات، ودعم استقرار العائلة، وتوفير الأجواء الصالحة في ظلها، يمثل برنامج وقاية للأمن الاجتماعي، ودرءًا للكثير من الأخطار والمفاسد.

ويضيف "أن ذلك لا يتحقق إلا بإطلاق حملات من التوعية والتثقيف لتأكيد مكانة العائلة، والتأهيل لتأسيس بنائها وإدارتها بالشكل الصحيح، ولطرح الحلول والمعالجات لما قد يواجه الأسرة من مشاكل وصعوبات.

كما ان مجتمعاتنا تحتاج إلى مؤسسات تعنى بالتنمية الأسرية، لتنهض بمهمة الدراسة والتخطيط، ووضع المناهج والبرامج، واقتراح الحلول والمعالجات، واستقبال حالات المشاكل الحادثة للمساعدة في احتوائها ومعالجتها.

ويعدد الشيخ الصفار بعض من التحديات التي تواجه الأسرة منها:

1. تضخم النزعة الذاتية الأنانية، فلا يفكر الإنسان الأناني إلا بذاته، ولا يهتم إلا بمصالحه الخاصة، ولا يعطي من نفسه للآخرين حتى القريبين منه.

2. طغيان الروح المادية حيث أصبح الإنسان يلهث خلف المال والثروة، وتحصيل المكاسب المادية، على حساب سائر الاهتمامات، فلا وقت له للجلوس مع عائلته، ولا فرصة لديه لمتابعة شؤون أبنائه، وذهنه مشغول بإدارة أعماله، ومضاعفة أرباحه.

3. تشعّب الاهتمامات في حياة الإنسان المعاصر، بسبب انفتاح آفاق العلم، وتطور وسائل التكنولوجيا، وتقدم مستوى ثقة الفرد بذاته، واكتشافه لمواهبه وقدراته، مما جعله متنوع الاهتمامات، التي قد تستغرقه وتستنزف وقته وجهده، فيجحف بواجباته العائلية، ويقصّر في أداء الحقوق الأسرية.

4. صعوبات الحياة ومتطلبات المعيشة التي يزداد ضغطها على الإنسان وخاصة في البلدان التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية. حيث يضطر الوالدان لمضاعفة كدحهما من أجل توفير لقمة العيش ووسائل الراحة والرفاه، وقد لا تحصل كل المتطلبات المتناسبة مع مستوى المعيشة السائدة، مما ينتج إرباكات داخل الحياة العائلية. ويؤثر على الانسجام بين الزوجين، أو بينهما وبين الأبناء.

5. العولمة والاختراق الثقافي، فبعد أن كان كل مجتمع يعيش في إطار ثقافته وأعرافه وتقاليده، جاءت تطورات العصر لتصنع انفتاحًا غير مسبوق بين المجتمعات البشرية، فتداخلت الثقافات، واهتزت الأعراف والتقاليد في المجتمعات المحافظة، مما عمّق صراع الأجيال وتباين التوجهات، وأحدث تناقضات وصراعات ثقافية اجتماعية داخل المجتمعات، انعكست آثارها ونتائجها السلبية على تماسك العائلة، وقدرتها على استيعاب واحتواء أعضائها.

وتطرق الشيخ الصفار إلى موضوع العنف الأسري، حيث يقول: "يبدو لي من خلال متابعتي الاجتماعية، وما يصلني من قضايا ترتبط بهذا الشأن، أن هناك حالاتٍ كثيرةً من العنف الأسري، ولكننا إذا سلطنا الأضواء على ما يبرز منها، فإننا لا نستطيع أن نصنّفها في مستوى الظاهرة الاجتماعية، أما إذا تأملنا في واقع حياة المجتمع فإن ما يظهر من هذا الحالات ما هو إلا جزءٌ قليل قد لا يُساوي 10% من واقع الحالة الموجودة.

مضيفا: "هناك عنف أسري منزلي يُمارس ضد المرأة في بعض الأحيان، ويُمارس ضد الأولاد في أحيانٍ أخرى. والعنف الذي يُمارس ضد الأولاد قد يكون من قبل الوالدين، أو من طرفٍ ثالث كما لو كانت أم الأولاد متوفاة أو مطلقة وكان هؤلاء الأولاد تحت رعاية امرأة أخرى".

وتتعدد في الكتاب عدة فصول تناقش قضايا الأسرة، حيث يناقش الفصل الأول العلاقات بين العائلة وتحديات العصر، وبناقش الفصل الثاني مسألة اختيار الزوج بين الفتاة وأهلها وسوء استخدام هذا الحق، بينما يناقش الفصل الثالث من الكتاب "أحكام الزواج بين التعاليم والتقاليد"، ومسؤولية الفرد والمجتمع في الحث عليه وإنشاء الصناديق الخيرية له، ودور الحقوق الشرعية في دعم المتزوجين. وجاء الفصل الرابع تحت عنوان (لنعرف قدر زوجاتنا)، أما الفصل الخامس فيتحدث عن "العنف الأسري"، أسبابه، وأنواعه. بينما الفصل الأخير من الكتاب فخصصه الكاتب عن العنوسة وارتباطه بالتعليم ومسؤولية المجتمع.

لقراءة الكتاب:

في التنمية الأسرية