الشيخ الصفار: الزهراء.. نجاح في الدور العائلي والاجتماعي
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المرأة لاتخاذ الصديقة الزهراء قدوة لها لتلحق بركب الناجحات، فالزهراء هي النموذج الأعلى والقدوة لكل نساء البشرية، إذ قامت بمختلف وظائفها، واستطاعت أن توفق بين حياتها العائلية، ودورها الرسالي الاجتماعي.
وعن مقاييس النجاح قال: إن المرأة الناجحة هي التي تكون ابنة بارة بأبويها، وزوجة مخلصة لبعلها، وأماً تحسن التربية لأبنائها، وفي ذات الوقت تقوم بدورها الرسالي على الصعيد الثقافي والجهادي بدعم حركة العمل في سبيل الله، وعلى الصعيد السياسي بوقوفها إلى جانب حقوق الأمة والدفاع عن الكرامة والعدل.
وأشار: إلى أن الكثير من النساء يطمحن للقيام بدور اجتماعي، وأن يتصدين لخدمة دينهن ومجتمعهن، لكنهن يعانين من مشكلة التعارض والتزاحم بين أداء الدور الاجتماعي الرسالي، وبين أداء وظائفهن العائلية.
وأكد أنه لا يشك في أن أداء الوظيفة العائلية أمر مهم لا يمكن التساهل فيه، والحديث عن دور آخر للمرأة لا يعني الاستهانة بوظيفتها العائلية، والمطلوب هو السعي للجمع بين الوظيفتين.
وعن الزهراء ودورها العائلي قال سماحته: كانت في الجانب العائلي بمثابة الأم لأبيها، فقد اهتمت به ورعته وخدمته، بل وأغدقت عليه المحبة والعطف والحنان وخاصة في المنعطفات الصعبة، والظروف العصيبة.
وأضاف: كانت الزهراء حسنة التبعل لزوجها أمير المؤمنين تعمل على إرضائه وقد ورد أنها قالت لأمير المؤمنين : (يا بن عمّ، ما عهدتني كاذبة، ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني؟)، فقال الإمام علي : (معاذ الله أنتِ أعلم بالله، وأبرّ وأتقى وأكرم، وأشدّ خوفاً من الله من أن أُوبّخكِ بمخالفتي).
وعن حسن تربية الأبناء قال سماحته أن الزهراء مدرسة التربية، "والتاريخ يتغنى بأمجاد من ربتهم الصديقة الزهراء ، كالحسنين وزينب وأم كلثوم".
وأكد الشيخ الصفار أن نجاح الزهراء في وظيفتها الاسرية لم يكن مانعاً لها من أن تؤدي دورها الرسالي الاجتماعي، فقد عملت على بث الوعي والثقافة في أوساط المجتمع، ودعمت مسيرة الجهاد والنضال من أجل رفع كلمة الله، ممثلاً لدورها في معركة أحد، وتشجيعها الدائم لزوجها عند خروجه للغزوات.
وأضاف: وكان للزهراء دور سياسي، فقد وقفت تدافع عن حق أمير المؤمنين واستحقاقه لقيادة الأمة بعد رسول الله ، ودافعت عن حقها في فدك ولم تجلس في بيتها مكتفية بالبكاء وندب الحظ، وإنما خرجت مطالبة بحقها وأعلنت ظلامتها أمام الرأي العام آنذاك.
وختم الشيخ الصفار دعوته إلى أن يكون الاحتفاء بمثل هذه المناسبات دافعاً لمعرفة حقيقة هذه السير العطرة، والعمل على أن تكون مشاعل تضيء لنا دروب الحياة.
جاء ذلك خلال كلمة مسجلة بثت في الاحتفال المقام بمناسبة ذكرى ميلاد الصديقة الزهراء في الحسينية العباسية بقرية البطالية بالأحساء عصر الخميس 18/6/1433هـ الموافق 10/5/2012م.
يشار إلى أن الحفل أحتوى على ورش عمل قدمت خدمات مختلفة للزوار منها: الورشة الطبية التي أجرت للزائرات بعض الفحوص الاساسية .
والورشة الالكترونية التي قدمت خدمات في مجال الرقابة الاسرية والذاتية للأجهزة الذكية وعرض برامج تعليمية للأبناء .
وفي ورشة " بيتي " عُرضت أنشطة في مجال إعادة التدوير داخل المنزل.
وقدمت الطالبات الجامعيات المتخصصات في صعوبات التعلم لذوي الاحتياجات الخاصة برنامجاً يساعد الأمهات على التعامل مع هذه الفئة.
وختم الحفل بكلمة سماحة الشيخ الصفار وقراءة المولد الشريف.