الشيخ الصفار يكتب عن ثقافة النهوض الاجتماعي
الكتاب: ثقافة النهوض الاجتماعي
المؤلف : الشيخ حسن الصفار
الناشر: دار اطياف للنشر والتوزيع – القطيف، السعودية
الطبعة الأولى 2012م ، 136 صفحة 21.5×14.5سم
تتنازع المجتمع ثقافاتان، ثقافة تريد تثبيطيه لا مشروع لها سوى اقناع الناس بالاستسلام للواقع الذي يعيشونه، في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بدعوى أنه الواقع الأفضل، أو بمبرر عدم القدرة على التغيير، أو لأن ذلك هو ما يأمر به الدين، وأن أي محاولة للتغيير قد تشكل خطراً على الهوية الدينية والقيم الأخلاقية، وذلك هو المبرر الذي أعلنه فرعون لحماية طغيانه. يقول تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ [سورة غافر، الآية:26].
وفي المقابل هناك ثقافة نهضوية تريد للمجتمع أن ينفض عنه غبار الكسل، وأن يحررالمارد من قمقمه، ليبني صروح المجد له ولأجياله القادمة. وكتاب سماحة الشيخ حسن الصفار (ثقافة النهوض الاجتماعي) الصادر حديثا يؤسس لهذه الثقافة التي تهدف الى اعادة ثقة الناس بأنفسهم، و"أنهم قادرون على الفعل والتغيير، وأنهم مسؤولون عن الواقع الذي يعيشونه. ثقافة تدفعهم إلى التفكير، واستثمار عقولهم، وتحررهم من الخرافات والأوهام والأساطير، بالنظر في سنن الكون والحياة، واستكشاف آفاق العلم والمعرفة، والاستفادة من تجارب الأمم والشعوب".
فالمجتمع – كما يقول الشيخ الصفار - لن يتجاوز واقعه المتخلف ما لم يتشرّب أبناؤه ثقافة تدفعهم نحو التغيير والنهوض. ذلك أن وراء كل واقع يعيشه المجتمع ثقافة تجذّر ذلك الواقع وتبرره وتحميه. ص5
وعن أسوأ ألوان ثقافة التخلف يقول الشيخ الصفار في مقدمة كتابه أنها: "الثقافة المنتسبة للدين، والتي تحرّف الكلم الديني عن مواضعه، وتجعل القرآن عضين، تنتقي منه ما لا يضرّ بمصالح قوى التخلف، كالشعائر العبادية، وتهمل ما يدعو إلى الإصلاح وإقامة العدل، وإحقاق الحق" ص6.
ثم يقترح سماحته العلاج لهذا التخلف الذي تعاني منه معظم شعوبنا الإسلامية، وهو "ضخ ثقافة سليمة تحفِّز المجتمعات نحو التغيير والنهوض، وتقودها إلى التنمية والبناء"ص7.
و"ثقافة تنشر المحبة بين الناس وتشجعهم على التعاون فيما بينهم، وتزيل الأحقاد والأضغان والحواجز المصطنعة، لتتضافر الجهود والطاقات لانجاز برامج التنمية ومشاريع البناء والتطوير".
وقد ناقشت فصول الكتاب عدداً من القضايا المؤسسة والدافعة للنهوض الثقافي من بينها:
- وجود مؤسسات لصناعة الرؤية.
- التأسيس للتسامح الديني.
- العودة الى القرآن.
- مشاركة الإنفاق الأهلي في التنمية الثقافية.
- المثقف ومسؤوليته في الجهر بالرأي.
- الاستنارة بالعقل.
- وجود حالة التعددية الإيجابية.