الشيخ الصفار: النشاط في العمل يغرس في النفس العزة والإباء
قال الشيخ حسن الصفار أن الإنسان السوي يحب العمل، ولا يرضى لنفسه إن يكون مستهلكا، يعتمد على غيره في حاجاته، ووظيفته الإلهية إعمار الأرض.
وأضاف في الكلمة الاسبوعية التي يلقيها ليلة الجمعة في مكتبه: إن الإسلام من خلال نصوصه المليئة بمفردات الحث على العمل والفاعلية يربي الإنسان على أن يكون عنصرا فاعلا في الحياة، ويمارس دور العطاء المستمر.
وتعجب الشيخ الصفار من الذين يعيشون على الأخذ فقط، ويعطلون كفاءاتهم، ويرضون أن تلغى طاقاتهم وتجمد، وبإمكانهم أن يكونوا عناصر إنتاج وبناء يخدمون أنفسهم ومستقبلهم ويشاركون في بناء المجتمع واستقلاليته.
وأوضح أن بعض الناس يعيشون الحاجة بسبب كسلهم، "فيضيّعون أنفسهم وأسرهم، وكأنهم لا يسمعون قول رسول الله : ملعون.. ملعون من ضيّع من يعول".
وقال سماحته: على الإنسان أن يعمل بنشاط وحيوية وإن كان مستغنيا، ولا يحتاج للكسب، بل حتى الشاب؛ لماذا يعتمد على والده في مصروفاته وهو يستطيع العمل؟، "كيف يرضى لنفسه أن يكون طاقة خاملة مجمدة؟ وكيف يرضى أن يكون معتمدا على غيره وهو يستطيع أن يحقق استقلاليته؟.
وأضاف: تسود مجتمعاتنا ثقافات خطيرة، تبرر للموظف، أو رجل الدين، أو أي إنسان الأخذ من المال العام، في مقابل ثقافة الإسلام الحقيقية التي تحث على الكدّ والتعفف عن أخذ مال الغير دون حق.
واستحضر سماحته: سيرة شخصيات عظيمة عملت بيدها كنبي الله داوود الذي عمل في الحدادة، والإمام علي الذي استغنى بمزارع أحياها في ينبع، والعلماء الذين لم يعتمدوا على الحقوق الشرعية في إدارة حياتهم.
وعن فوائد العمل قال سماحته: إن العمل يقرب الإنسان من ربه، ويربيه على النشاط والفاعلية، ويعزز في نفسه العزة والإباء.
وحذر الشيخ الصفار من الخطأ الذي يقع فيه البعض بالاتكال على الغير، فذلك فخ شيطاني يجب الحذر منه، وقد سأل الإمام الصادق عن رجل فقيل له: أصابته الحاجة، فقال: فما يصنع اليوم؟ قيل: في البيت يعبد ربه، قال: فمن أين قوته؟ قيل: من عند بعض إخوانه، فقال والله للذي يقوته أشدّ عبادة منه.