الشيخ الصفار: الدعاء ليس بديلا عن السعي والعمل
قال الشيخ حسن الصفار أن على الانسان ألا يستسلم للمشاكل، بل يسعى لحلها، وأن يسعى لتفجير طاقاته وكفاءاته، معتمدا على ما اعطاه الله من قدرات ومستعينا بالدعاء في بلوغ آماله.
وأضاف الشيخ الصفار في مجلسه الاسبوعي ليلة الجمعة: الأجمل أن يجمع الإنسان بين الدعاء والعمل، فللدعاء مكانته الواضحة في الفكر والثقافة الإسلامية، والإنسان مطلوب منه الدعاء، وموعود بالإجابة، لكن "الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر".
وأوضح: أن المسلم يدعوا الله ليس لشؤون آخرته فقط، وإنما يدعوه أيضاً لشئون وقضايا دنياه، وهذا ما تدل عليه كثير من النصوص الدينية، التي نحن بحاجة إلى استحضارها والتأكيد عليها، و"كما أننا نجمع بين الدعاء والعمل الصالح للنجاة في الآخرة، كذلك لابد أن يقترن دعاؤنا للدنيا بالجد في العمل".
وعن دور الدعاء في الحياة، وفي قضاء الشئون الدنيوية، قال الشيخ الصفار: إن المسلم يعتقد أن الله مهيمن على الكون، وبيده كل شيء، والدعاء استحضار وتعزيز لهذه العقيدة.
واضاف: بالدعاء تنفتح أبواب الأمل وترتفع معنويات العامل، ويتجاوز الاحباط الذي قد يصاب به بسبب المشاكل التي تواجهه.
وأبان سماحته أن الدعاء يلهم الإنسان الحيوية والنشاط، فالدعاء في حقيقته باعث من أجل العمل والتحرك، والذي يدعوا لحل مشاكله دون تحرك فإنه لم يفهم فلسفة الدعاء.
وقال: إن الإنسان محتاج إلى البحث وبذل الجهد ثم الابتهال إلى الله، فإن العلاج يحتاج إلى تحفيز داخلي، وبالدعاء يتم العمل بتوفيق الله وعونه.
وأكد سماحته أن الإنسان العاقل لا يستسلم للخمول، ولا توقفه العوائق عن التقدم، بل يكافح من اجل حل مشاكله معتمدا على قدراته، ومتسلحا بالدعاء والابتهال إلى الله، فإن رسول الله سمع إعرابياً يتضرع إلى الله بأن يشفي بعيره المصاب بالجرب فقال له: (هلّا أضفت لدعائك شيئاً من القير) وكان علاجاً للجرب آنذاك، وهكذا على المؤمن أن يعمل ما بيده ثم يدعو أن يسدد عمله وينجحه.