الشيخ الصفار: للانتساب لمدرسة أهل البيت (ع) شروط
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن التمني بالانتماء لمدرسة أهل البيت لا يكفي، فكما أن لكل جامعة شروطاً للإنتساب لها، ولا يقبل من لا تتوفر فيه الشروط، كذلك فإن أهل البيت وضعوا شروطا ومواصفات لا بد من توفرها في المنتمي لهم.
وأضاف سماحته في الحفل الذي أقيم بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام الحسين والعباس والإمام السجاد في بلدة الأوجام مساء يوم الخميس (7/8/1433هـ): لقد رسم أهل البيت شخصية المرتبط بهم، وحددوا المواصفات لمن يقبلونه موالياً لهم، على رأسها "حسن العلاقة مع الله، ومع المجتمع، ومع المحيط".
وأبان أن مكانة أهل البيت إنما هي تفضل من الله، وعظمتهم من قبل الله تعالى، وهم الطريق والسبيل والأدلاء إليه، والعلاقة مع الله لا بد أن تكون كما وصفوا وقرروا.
وعن المواصفات المطلوبة في العلاقة مع الله قال الشيخ الصفار أن أهل البيت ذكروا في رواياتهم "ما شيعتنا إلا من اتقى الله واطاعه" وذكروا أيضاً " امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها" وأيضاً " شيعة علي هم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم، ولا يفقدهم حيث أمرهم".
وأشار إلى أن المنتمي لهذه المدرسة عليه أن يعرض نفسه على هذه المواصفات، ويجعل هذه المناسبات جرس إنذار لإيقاظ الغافل، ، ويحاسب نفسه، "أنت تنتمي لهذه المدرسة ولهذا الخط ولهؤلاء الأئمة، فهل أنت ممن يقتدي بهم؟.
وتساءل الشيخ الصفار عن العلاقات بين أفراد المجتمع الإيماني كيف تكون؟ فالمنتمون لهذه المدرسة المشرقة لا بد أن يتحلوا بأخلاق أئمتهم، التي هي بمثابة الأنظمة التي تسير الحالة الاجتماعية.
وأضاف: هناك قوانين وقيم وأخلاقيات يعمل بها أهل البيت ويمارسونها في سلوكهم الاجتماعي، وهم يطالبون شيعتهم بالالتزام بها.
وعن العلاقات الداخلية وما يشوبها من اشكالات قال الشيخ الصفار: لا بد أن تسود المجتمع المنتمي لمدرسة أهل البيت روح التسامح، والتكافل الاجتماعي، والتضامن، والاهتمام بأوضاع الفقراء والمساكين، والتفاعل المؤسسات الاجتماعية.
واستشهدا سماحته عن الحالة التي يجب ان تكون بين الشيعة بسؤال الإمام الباقر لبعض أصحابه عندما قال: جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثير، فقال الإمام الباقر : هل يعطف الغني على الفقير؟ ويتجاوز المحسن عن المسيء؟ ويتواسون؟ قال الرجل: لا، فقال له الإمام : ليس هؤلاء الشيعة، الشيعة من يفعل هكذا.
وأوضح الشيخ الصفار أن الشيعة لا يعيشون في صحراء معزولين، ولا في جزر لا يخالطون أحداً، إنما هم يعيشون ضمن محيط قد تتنوع فيه الانتماءات الدينية والمذهبية.
وأشار إلى أن المطلوب من الشيعة أن يكونوا كما كان أئمتهم متميزون، متفوقون، في كل جوانب الحياة، ليعكسوا صورة مشرقة عن المدرسة التي يتبعونها.
ومضى يقول: هناك فئات تترصد لتشويه هذه المدرسة، ويبذلون الجهود، ويمتلكون الإعلام الموجه لذلك، لذا فالمسؤولية اليوم أكبر، وعلينا أن نحسب حساباً لكل كلمة وتصرف، فالإمام العسكري يقول لشيعته: اتقوا الله وكونوا زينا لنا، ولا تكونوا شينا، جرّوا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل قبيح.
وتابع سماحته: أهم مكسب يجب أن نفخر به ونتشبث به، أن أئمتنا أئمة قيم ومبادئ، وهذه المناسبات إنما نحييها لتذكرنا بهذه القيم، ولنجدد العهد بالالتزام بخطهم لنحشر معهم.
وأبان: أن البعض يتصور أن إحياء هذه المناسبات يكفي بالمظاهر الاحتفائية، أو بذكر فضائل أهل البيت وكراماتهم، وهذا يشبه أن نزور متحفا فنعجب بالمعروض من لوحاته، وهذا ليس الهدف المبتغى وإنما هي عناصر مساعدة.
وأضاف: إننا نحيي ذكريات أهل البيت لتجديد العهد بالالتزام بخط أهل البيت مع انفسنا ومع ربنا ومع أهل البيت .