الشيخ الصويلح: الوحدة من نعم الله التي يجب أن تشكر
دعا الشيخ حسين ال صويلح إلى التمسك بوحدة المجتمع فإن الله سبحانه انعم على المجتمع الاسلامي بنعمة الوحدة التي يجب ان تشكر وتصان.
وقال في خطبة الجمعة (22/8/1433هـ) في القطيف أن مصير من يفرط في الوحدة النار، سواء كانت نار الفتن في الدنيا أم نار الله وعذابه في الآخرة.
وأبان أن مائة عام من الحروب الطاحنة بين الأوس والخزرج، واستمرت الحروب حتى جاء الإسلام فوحد بينهم، وقد عُدّ ذلك من أهم انجازات النبي محمد ، حيث تمكن من وضع حد لتلك المجازر والمذابح وإقرار الإخاء وإحلال السلام.
وأضاف أن مناسبة نزول الآيات الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (آل عمران: 102 - 103) كان أن افتخر رجلان من الأوس والخزرج (ثعلبة بن غنم و أسعد بن زرارة) فقال ثعلبة: منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، ومنا حنظلة غسيل الملائكة، ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح حمى الديار، ومنا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن له، ورضي الله بحكمه في بني قريظة، وقال اسعد: منا أربعة أحكموا القرآن: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ومنا سعد بن عبادة خطيب الأنصار ورئيسهم، فجرى الحديث بينهما تعصبا و تفاخرا، وناديا فجاء الأوس إلى الأوسي، والخزرج إلى الخزرجي، ومعهم السلاح فبلغ ذلك النبي فركب حمارا وأتاهم فأنزل الله هذه الآيات، فقرأها عليهم فاصطلحوا.
وأشار الشيخ الصويلح إلى أن في الآية الأولى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ دعوة إلى التقوى لإضعاف العوامل المسببة للتنازع، وأن مجرد اعتناق الاسلام لا يكفي بل لا بد من المحافظة عليه فلا يبدد هذا الايمان بإشعال الفتن وإثارة البغضاء أو الانسياق وراء العصبيات الجاهلية.
وأكد على إن الأمر بالوحدة التي تعصم وتحصن الإيمان حين تحدث الفرقة، حيث يخوض الناس في القيل والقال فيكون البهتان والغيبة وهذا خروج عن الإيمان، كما أن البعض قد يتأثر تدينه والتزامه فيترك المساجد ودور العبادة وينفر الناس من الرموز الدينية.
وأوضح الشيخ الصويلح التمسك بحبل الله القرآن والعترة .. وتساءل: لماذا التعبير بحبل الله؟ مجيبا "أن هناك إشارة إلى كون المجتمع في الهاوية فيحتاج إلى انقاذ"، أو "أن المجتمع يحتاج إلى أن يسمو ويترفع".
إما عن قوله تعالى ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ فقال أن ذلك يعني أنه من المهم مراجعة الماضي والحاضر والمقارنة بين حال التمزق والوحدة الاجتماعية، فإن نعمة الله تعني فيما تعني "أنها مقدسة لأنها من الله تعالى فلا بد أن تكون خطاً أحمراً". وتعني أنها "شيئاً عظيماً لا بد من المحافظة عليه وإلا كفرنا بنعمته".
وحذر المخالفين للوحدة فإن المصير إلى النار ﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ﴾ نار في الدنيا وهي الفتن والحروب ونار في الاخرة وعذاب.
وختم مؤكدا أن المجتمع اليوم في أشد الحاجة إلى رصّ الصفوف، ولمّ الشمل وعدم الانقياد وراء الاشاعات في ظروف تعصف بالمجتمع وتقسم المناطق وتصنف المؤمنين واضعة بينهم الحواجز وتوزع عليهم الأحكام حسب الأهواء، فإن النبي قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيات المرصوص يشد بعضه بعضاً).