مقدما لكتاب صادق العلي "مقالات في الثقافة والاجتماع"
الشيخ الصفار: تهميش شبابنا يزرع في نفوسهم الإحباط واليأس
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن طريق الشباب للحياة في مجتمعات العالم الثالث تزدحم فيه العوائق والعقبات، بدءاً من تعسّر فرص التعليم الجامعي، ومروراً بصعوبات الحصول على مجال العمل والكسب، وانتهاءً بمخاطر التدخل في الشأن السياسي.
وأضاف سماحته مقدما لكتاب صادق العلي "مقالات في الثقافة والاجتماع" على الصعيد الاجتماعي لا تزال الثقافة السائدة تفضي إلى تهميش الشباب، وتحول بينهم وبين أخذ دور المبادرة والتأثير في الشأن العام. فهم لا يزالون صغاراً مراهقين طائشين في نظر الكبار المهيمنين المسيطرين.
وأكد أن بعض الشباب يعاني من القهر ومصادرة الحرية في خصوصيات حياته، كاختيار الزوج، أو تبني بعض الأفكار والقناعات حتى على الصعيد العائلي.
وأشار إلى أن واقع الحصار والتهميش الذي يعيشه الشباب في مجتمعاتنا، هو المسؤول عن وأد كفاءاتهم ومواهبهم، وهو ما يزرع في نفوسهم الإحباط واليأس، فتندفع شريحة منهم نحو المخدرات والإجرام، وشريحة نحو التطرف والعنف.
وضرب مثالا بمجالات المشاركة في الشأن العام وصناعة المستقبل المفتوحة في مختلف ميادين الحياة أمام جيل الشباب في المجتمعات المتقدمة، "فما على الشاب هناك إلا أن يختار طريقه ويحدّد توجهاته".
وأضاف إن كان للشاب هناك طموح علمي فإن أبواب الجامعات مشرعة أمامه، ومراكز الأبحاث ترحب به، وبراءات الاختراع تنتظر إبداعاته وابتكاراته، والشركات والمؤسسات تتنافس على جذبه.
وكذا إن كان له تطلع اقتصادي فإن الأنظمة والقوانين تخدمه، والفرص متاحة له بحدود جده واجتهاده.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن في الدول المتقدمة أحزاب ومنظمات ينتمي لها من كان له ميول سياسية واجتماعية وذلك لصقل شخصيته وتنمية قدراته القيادية، وإثراء تجربته العملية. ويمكن له أن يتدرج ويتقدم في مسار العمل السياسي ليصل إلى أعلى مواقع السلطة والقرار.
وتابع سماحته وإن تكون للشاب اهتمامات ثقافية فكرية، فإن آفاق النشاط المعرفي رحبة واسعة، لا تحدها قيود ولا حدود. لهذا كله "يبدع الشباب في تلك المجتمعات، ويحققون الانجازات، وتتواصل مسيرة التقدم والتطور في تلك البلدان".
ودعا الحكومات أن تعيد النظر في سياساتها تجاه شعوبها وخاصة شريحة الشباب حتى لا تندفع الأمور نحو الانفجار والدمار. مؤكدا على قادة المجتمع بذل الاهتمام الجاد لتشجيع الشباب وتحفيز طاقاتهم وقدراتهم، وإزالة العوائق عن طريق مشاركتهم في الحياة العامة، صناعة المستقبل.
وخاطب الشباب قائلا: إن عليكم أن تعرفوا قدر أنفسكم، وأهمية المرحلة التي تعيشونها من العمر، وأن لا تستسلموا لظروف التهميش والتجاهل، وانتزعوا دوركم بكفاءاتكم ومبادراتكم.
وأضاف: انفضوا عن إرادتكم غبار الكسل والتواني، واطردوا من نفوسكم داء اليأس والقنوط، واستنفروا طاقاتكم لكسب العلم والمعرفة، وشمروا عن سواعدكم لممارسة الفاعلية والنشاط.
ورحب الشيخ الصفار بكل شاب يتحسس مسؤوليته في المجتمع، ويبادر للاهتمام بالشأن العام في الوطن.
وختم سماحته المقدمة بذكر ساعدته أن يقدم للأستاذ صادق العلي كتابه، فقد تعرف عليه منذ سنوات، ووجد فيه أنموذجاً للشباب الصالح الذي تعقد عليه الآمال.
وأبان: صادق شاب يتدفق حيوية ونشاطا، ويسعى لكسب الثقافة والمعرفة، ويشارك في الفعاليات المختلفة، ويحرص على صحبة العلماء والمثقفين، لقد تربى في أحضان عائلة طيبة تقيم البرامج الدينية، وتستضيف العلماء والخطباء، فترعرع في أجواء الخير والصلاح، والتزم نهج عائلته في خدمة الدين والمجتمع.