الشيخ الصفار: ضرب أهل البيت (ع) أروع أمثلة الاستقامة والثبات
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن أهل البيت واجهوا ضغوطاً كبيرة من أجل تغيير مواقفهم المبدئية، لكن وضوح الرؤية عندهم جعلتهم يضربون أجمل صور الثبات والاستقامة في احلك الظروف، فتجاوزوا كل المنعطفات بنجاح رسالي.
وأضاف: واجه أهل البيت ضغوط الحكام بالترهيب والإغراء، وواجهوا ضغوط الجماهير المتحمسة تارة، والمتخاذلة مرة أخرى، لكنهم تمسكوا بتشخيصهم للمواقف، وقدموا مصلحة الدين والرسالة، فانتصروا بثباتهم وهزموا كل الضغوط.
جاء ذلك خلال الندوة المقامة في حسينية باب الحوائج بالقديح يوم الأربعاء 5 رمضان 1433هـ الموافق 25 يوليوا 2012م.
وأبان سماحته أن اهم اهداف تحرك أهل البيت مصلحة الأمة والدين، لذا وقف الإمام علي مع الخلفاء ناصحا لهم، وتجرع الإمام الحسن مرارات التهم بأنه "مذل المؤمنين"، وقدم الإمام الحسين دمه الطاهر ودماء اصحابه في كربلاء، ولم يبخل الامام الباقر بالنصيحة للحكام الامويين لحماية اقتصاد الدولة الإسلامية.
وأشار إلى أن الإمام الحسين واجه المثبطين لثنيه عن الخروج، والإمام الصادق واجه المتحمسين الذين اتهموه بأنه "لا يرى الجهاد"، فقال: "لكنّي أكره أن أدع علمي إلى جهلهم"، متمسكين بالقيم والمبادئ، مترفعين أن يكون تحركهم أجل السلطة.
وحذر الشيخ الصفار من السقوط في فخ العزلة، فهناك "من يسعون لعزل الشيعة عن محيطهم الاجتماعي، وجعلهم في زاوية، فتحرم الأمة من روح الوحدة، وتسقط في مستنقع الخلافات، والانشغال عن البناء بالمهاترات".
وقال: إن الشيعة يحملون رسالة إلى الأمة، وترك الشيعة الساحة يحرمهم من ايصال هذه الرسالة للأمة، لذا يجب أن نعيش مع الأمة وندافع عن مصالحها.
وأضاف أرشد الأئمة شيعتهم بأن يكونوا (للظالم خصما، وللمظلوم عونا)، ويقدمون مصلحة الأمة، وهذا يحتاج إلى حكمة عالية مارسها أهل البيت في أروع صورها، وطالبوا شيعتهم الاقتداء بها.
وأبان سماحته: أن مواقف أهل البيت كانت تنطلق من رؤية وهدف واضح، ومواقفهم تابعة لهذه الرؤية، وهذا يحتاج إلى قراءة موضوعية لا تتأثر بوضع آني.
وعن الاستقامة وشروط توفرها قال الشيخ الصفار: أن طبيعة الإنسان وحياته تجعله دائما أمام دواعي التوقف والانحراف، لهذا هو محتاج دائما للإتصال بالله سبحانه، والدعاء بالاستقامة، كما يحتاج إلى التأمل والمراجعة والتفكير حتى لا تختلط عليه الأمور.
وأضاف: الاستقامة ذلك التحدي الكبير الذي يعيشه الإنسان في حياته، والضبابية وعدم الوضوح وتعدد الحهات تصعّب عليه تبيّن الرؤية، لذا هو محتاج إلى للدعاء واللجوء إلى الله بالدعاء ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾، خوف أن تخونه الإرادة، وتنقصه البصيرة فيزيغ.
وعرف سماحته الاستقامة بأنها فردية تكون بأداء الواجبات والابتعاد عن المحرمات، وعامة تكون بالموقف الواضح من الاحداث السياسية والاجتماعية، فإن سلامة السلوك الفردي لا يغني عن سلامة الموقف العام.
وأضاف: حدثنا التاريخ عن اشخاص عرفوا بالزهد في سلوكهم الفردي، لكنهم في العمل العام لا يتخذون الموقف ا لذي ينسجم مع الحق والطريق الصحيح.
هذا وقد قدم للندوة الاستاذ يونس الجارودي مشيرا إلى أن هذه الندوة تقام في شهر رمضان منذ ست سنوات، إذ كانت تقام في ديوانية العكراوي لكن لضيق المكان نقلت منذ العام الماضي إلى هذه الحسينية المباركة.