الشيخ الصفار يحث المبتعثين على بناء كفاءتهم وحمل هموم مجتمعهم
حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار الطلبة المبتعثين في الخارج على استثمار وجودهم ودراستهم في الخارج من أجل بناء كفاءتهم، ونقل قيم التقدم العلمية من المجتمعات والشعوب الأخرى، مع حملهم لهموم تطلعات مجتمعهم.
جاء ذلك خلال اللقاء السنوي الذي أقيم يوم الأحد الماضي 23/9/1433هـ الذي ينظمه مكتب الشيخ الصفار للمبتعثين في الخارج من محافظة القطيف.
وبدأ الشيخ الصفار حديثه بالآية الكريمة ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ مؤكداً أنه لكي يسير الإنسان في طريق الصواب هناك ثلاثة طرق، أولها السير الإجباري، أو أن يُقاد من قبل أحد، أو أن ينطلق من قناعة ذاتية، وهذا هو أفضل خيار، السير نحو طريق الصواب وفق اقتناع داخلي.
وفي هذا السياق قال الشيخ الصفار "إن من أهم ما يجب أن نهتم به هو وجود عنصر الكفاءة في المجتمع، فمن المهم جداً بناء الكفاءات، كما من المهم للشباب أن يوسعوا خيالاتهم ومداركهم وعليهم أن يفكروا أنهم مشروع كفاءة والمجتمعات مقبلة على تطور تحتاج لكفاءة عالية".
وبيّن الشيخ الصفار أهمية نقل قيم وثقافة التقدم، وهذه الأمور نستقيها من منهجين، الأول علمي، وآخر تجريبي وهي ما وصلت إليه المجتمعات الأخرى من تقدم ورقي، وهذا يقتضي من أبناءنا المبتعثين أن يروا كيف يمارس الناس حياتهم وإدارة اقتصادهم وسياستهم وثقافتهم وكيفية إنتاج العلم ونقل هذه المكاسب إلى مجتمعاتنا.
"فالطلاب الذين يدرسون خارج بلادهم, ينقلون شيئاً من ثقافة بلادهم إلى تلك المجتمعات, ويأخذون من ثقافة البلدان التي يدرسون فيها إلى بلدانهم ومجتمعاتهم, مما يُشكل جسراً للتواصل الثقافي, والتبادل الحضاري بين المجتمعات".
وشدد الشيخ الصفار على أهمية الحاجة إلى تعميق ثقافة وروح الانفتاح في مجتمعنا.
وهذا ما يراه المبتعث هناك من روح الانصهار والتعايش، والمأمول من الطلاب أن يستفيدوا من تجارب تلك الشعوب المتقدمة.
ومطلوب أن يحمل المبتعث هم مجتمعه، مع الاجتهاد الدراسي والالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية وعدم الانهيار أمام الصدمة الحضارية وبنفس الوقت الاستفادة من إيجابيات تلك المجتمعات وألا تقتصر المسألة على الدراسة فقط. ويختم هذه النصائح الأبوية بقول الإمام الصادق :"إنكم قد نسبتم إلينا كونوا لنا زيناً, ولا تكونوا علينا شيناً" ونحن مسرورون بما نسمعه عنكم من حسن استقامة وجدية في الدراسة.
وتخلل الأمسية العديد من الأسئلة والمداخلات للطلبة المبتعثين. تنوعت بين الهموم الوطنية ومدى تأثير الوضع الطائفي والمذهبي في علاقات الطلبة فيما بينهم وأهمية التلاقي والوحدة الوطنية.