الشيخ الصفار يحمّل القيادات السياسية والدينية المسئولية عن تراجع الأمة
أرجع سماحة الشيخ حسن الصفار سبب تراجع الأمة الإسلامية في العالم إلى افتقاد قياداتها السياسية والدينية لأي مشروع حقيقي يستهدف نهضة الأمة.
وعلّل الشيخ الصفار الواقع السيئ الأمة الإسلامية إلى ما وصفه بخلل في جانب القيادة السياسية والدينية في الأمة.
وقال سماحته "هذه القيادات التي تقود الأمة اليوم تعاني خللا كبيرا لكونها لا تمتلك مشروعا لنهضة الأمة".
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ 28 رمضان 1433هـ الموافق 17 أغسطس 2012م.
و ضمن سياق تناوله لمناسبة انعقاد القمة الإسلامية في مكة المكرمة قبل أيام حمّل سماحته القادة المسئولية عن انكفاء الأمة الإسلامية وتراجع دورها قياسا على حجمها الديموغرافي وموقعها الجيوستراتيجي.
واعتبر الشيخ الصفار أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وانتهاك المسجد الأقصى يشكل التحدي الأكير للأمة الإسلامية في هذا العصر.
فمن غير المعقول ولا المقبول أن تسكت أمة تعدت المليار ونصف المليار من البشر على غطرسة وعنجهية شرذمة من الصهاينة لا يتجاوز عددهم الستة ملايين على حد تعبيره.
واتهم الشيخ الصفار القيادات السياسية والدينية في الأمة بالانشغال في توسيع النفوذ الذاتي وتعزيز الموقعية الخاصة على حساب مستقبل الأمة وتعزيز موقعيتها.
وسياسيا قال ان هناك مجموعة من القادة يحكم كل منهم سيطرته على مساحة من هذه الأمة ويجهد في تعزيز موقعه ونفوذه عليها.
وضمن ذات السياق أشار سماحته إلى فشل الحكومات القائمة في تحقيق التنمية بالرغم من الثروات الهائلة التي حباها الله لهذه الأمة.
و أمام حشد من المصلين عاب الشيخ الصفارعلى القادة السياسيين بقاء التخلف التنموي وتدهور البنى التحتية في مجالات الصحة والتعليم والطرق وسائر الخدمات العامة.
وعلى المستوى الديني أشار إلى انعدام المشاريع النهضوية لدى القيادات الدينية لافتا إلى انشغال هذه الأخيرة بتعزيز النفوذ وسط الأتباع وزيادة رقعة المؤيدين.
وأسف إلى ما وصفه بالمستوى المريع من الإنحدار في مستوى العلاقات الداخلية بين أطياف الأمة شعوبا وقبائل ومذاهب وطوائف.
وتناول في ذات السياق حال الإحتراب الداخلي الدموي الذي راح ضحيته آلاف المسلمين في باكستان والعراق والجزائر وسوريا.
واستغرب قيام متدينين بالتقرب إلى الله بسفك الدماء لمجرد الاختلاف المذهبي واعتبار ذلك عملا مقدسا.
كما أسف سماحته إلى تبعية المثقفين ورجال الاعلام وعلماء الدين وخطباء المساجد وانقيادهم خلف معارك الزعماء السياسيين تصعيدا أو تهدئة.
وعاب عليهم افتقاد المبادئ وانتظار الإشارات السياسية للحديث عن الوحدة الإسلامية أو الاستجابة لإشارات مناقضة للشروع في اثارة الأضغان والأحقاد بين طوائف الأمة.
وفي موضوع متصل أعرب الشيخ الصفار عن تفاؤله بإعلان القمة الإسلامية إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية في العاصمة السعودية الرياض.
وقال سماحته "إذا كان هناك تحرك جاد فينبغي صنع الأجواء المناسبة لانجاح الحوار".
ودعا إلى أن يكون هناك اعتراف حقيقي بالمذاهب الإسلامية والنأي عن سياسة التمييز الطائفي والمذهبي إلى جانب وقف التعبئة والتحريض ضد أتباع المذهب الاسلامية.