الشيخ الصفار (يدق جرس إنذار) ازاء تنامي الجريمة في المملكة

دعا سماحة الشيخ الصفار السلطات الأمنية إلى تحمّل مسئوليتها ازاء التصاعد المطرد لجرائم السطو المسلح التي طالت مؤخرا مصالح المواطنين في عدد من المدن االسعودية.

وقال الشيخ الصفار "ينبغي أن نطلق جرس الانذار" ازاء جرائم السطو المسلح التي باتت تطال السيارات والمراكز التجارية "حتى في وضح النهار" .

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ 20 شوال 1433هـ الموافق 7 سبتمبر 2012م.

وأمام حشد من المصلين رأى سماحته بأن السيطرة على العنف الداخلي أصبحت أصعب في مجتمعاتنا نتيجة "ضعف القانون والنظام وبسبب وجود بيئة تعاني من الخلل".

أضاف "حينما تعاني الأرضية الاجتماعية خللا، فإنها تنتج حالات الإجرام والعنف".

وتسائل سماحته "لماذا لا يكون هناك تدابير مناسبة من أجل بسط القانون وسيطرة النظام وردع محاولات الاعتداء على الناس".

ورفض التذرع بمحدودية عناصر الأمن في بلد يزخر بثروة مالية هائلة ومعاناة دائمة من تفشي البطالة وسط الشباب.

ودعا في السياق ذاته إلى ضبط الأجهزة الأمنية وتحصينها من اختراق العناصر الفاسدة والمتواطئة مع المجرمين وتجار المخدرات تحت اغراء المال ونيل المكاسب الخاصة.

وتابع سماحته "الأجهزة الأمنية معرضة للاختراق من قبل تجار المخدرات والفاسدين.. وبعض المجرمين يدخلون إلى المراكز الأمنية ولكن ما أسرع أن يخرجوا منها، ببراءة أو بكفالة أو برشوة أو تواطؤ".

ولفت إلى رواج تجارة الأسلحة البيضاء والنارية في أوساط الشباب وسط تقارير دولية عدّت المملكة ثاني أكبر مستوردي الأسلحة الصغيرة والخفيفة في العالم.

في مقابل ذلك حثّ الشيخ الصفار على اصلاح البيئة الاجتماعية وتكثيف الدور الثقافي والأهلي.

وأرجع سماحته تصاعد حالات العنف والاجرام وسط الشباب إلى وجود ثغرات ومشاكل وخلل اجتماعي وبطالة وفقر وغياب الأطر التي تستوعب طاقات الأجيال الشابة.

وحمّل في هذا الصدد العائلة قسطا من المسؤولية في استيعاب ابناءها والانفتاح عليهم ومحاورتهم ومراقبة تصرفاتهم وعلاقاتهم.

وعلى المستوى الاجتماعي لفت الشيخ الصفار إلى الحاجة الى قيام مؤسسات مجتمع مدني تستوعب طاقات الشباب وتحصنهم ضد مختلف التوجهات السلبية السيئة.

وأضاف القول "لم تعد المسألة تقتصر على جمعية خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين، بل نحتاج مؤسسات تستوعب الشباب وهذا ما يجب أن يتعاون فيه الجميع".

ورأى بأن البشرية باتت تواجه اليوم أخطار العنف الداخلي.. فأصبح خطر العنف خطرا ماثلا يهدد المجتمعات البشرية في مختلف المناطق والبلدان على حد تعبيره.