الشيخ الصفار: الحج فرصة لتوافق المسلمين حول مصالحهم المشتركة

مكتب الشيخ حسن الصفار

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لاستثمار فريضة الحج في تعزيز التسامح والتوافق بين المسلمين بمختلف فئاتهم والنأي عن نبش الخلافات البعيدة عن مقاصد الحج.

وقال الشيخ الصفار "ينبغي أن تدار الاختلافات بالحوار والتفاهم وبذل الجهود للتوفيق بين أبناء الأمة، والحج هو موسم لتعزيز هذه التوجهات والأخلاقيات".

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ 3 ذو الحجة 1433هـ الموافق 19 أكتوبر 2012م.

وقال الشيخ الصفار "أمة بحجم الأمة الإسلامية فيها تنوع عرقي قومي سياسي مذهبي لابد وأن هناك اختلافاً في الآراء وتضاربا في المصالح وهو أمر طبيعي".

وتسائل سماحته عن مبررات انعدام لغة الحوار والتفاهم في العديد من الساحات الإسلامية واللجوء عوضا عن ذلك إلى التعبئة والتحريض والاحتكام للعنف.

واعتبر فريضة الحج فرصة مناسبة نحو تعزيز التسامح والمحبة بين المسلمين بمختلف فئاتهم والتوافق فيما بينهم حول المصالح المشتركة.

ورفض الشيخ الصفار اتخاذ مناسبة الحج للتعبئة والتحريض بين المسلمين.

وأعرب في ذات السياق عن الأسف الشديد لبروز دعوة من رجل دين عربي بارز تطالب الحجاج بالدعاء ضد بعضهم البعض.

ووصف سماحته تلك الدعوة بالمخالفة لمقاصد الشريعة، داعيا في مقابل ذلك لسيادة أجواء المحبة والاحترام المتبادل خلال الحج.

وقال ردا على تلك الدعوة "إذا كنت تعتقد أن جهة ما عندها خطأ فعليك أن تطالب المسلمين بالدعاء لها وليس عليها.. ادع لهم بالهداية والصلاح". 

وتابع إن الحج يمثل فرصة ليتعارف المسلمون فيما بينهم بمختلف أعراقهم ومذاهبهم وهم يؤدون المناسك مجتمعين "وهذا يعزز في أوساط الأمة الإسلامية مبدأ القبول بالآخر".

ويرفض تدمير الآثار الإسلامية في مكة والمدينة

وفي سياق مختلف رفض الشيخ الصفار محاولات تدمير الآثار الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وقال أمام حشد من المصلين "في الحج يتواصل الإنسان مع مسيرة الأنبياء حيث يلتقي في تلك الرحاب الطاهرة بتاريخ الأنبياء والرسل".

وارجع سماحته تدمير الآثار الإسلامية إلى ما وصفها بالرؤية المتزمتة والضيقة "التي تنظر إلى هذه الآثار نظرة ريب وشك وأن الاحتفاء بها بدعة أو شرك".

وأضاف بأن الحاج كله شوق لأن يصل إلى غار حراء وجبل  النور ومكان مولد رسول الله ومناطق الغزوات النبوية "لكنه حينما يصل يجد نفسه في مدينة لا تختلف عن المدن الأوربية حيث الأبراج والبنايات العالية".

واعتبر الشيخ الصفار حظر زيارة الحجاج للآثار النبوية في مكة المكرمة والمدينة المنورة "حرمان كبير للمسلمين من أهداف ومنافع الحج التي أراد الله تعالى للمسلمين أن يشهدوها".