قراءة في كتاب: العمل التطوعي، لسماحة الشيخ الصفار
• الكتاب: العمل التطوعي في خدمة المجتمع.
• المؤلف: سماحة الشيخ حسن بن موسى الصفار
• حجمه: من الحجم المتوسط.
• دار النشر: أفان (سيهات ـ المملكة العربية السعودية)
• الطبعة: الأولى 1425هـ ـ 2004م
بادئ ذي بدء، يناقش المؤلف في هذا الكتاب ثلاثة محاور رئيسة في ثلاث فصول
وهي على النحو التالي:
1- العمل التطوعي في خدمة المجتمع.
2- المجتمع واليتيم.
3- التزويج والمساعدة على الزواج.
الفصل الأول:
يتناول المؤلف في هذا الفصل مسؤولية الإنسان ضمن دوائرها الثلاث:
- الدائرة الأولى: الإنسان نفسه.
- الدائرة الثانية: أسرته.
- الدائرة الثالثة: المجتمع الإنساني.
هل الإنسان قادرٌ ومؤهلٌ للقيام بهذه المسؤوليات في دوائرها المتعددة؟ وعلى جبهاتها المختلفة؟
بهذا التساؤل طرق سماحته أول عنصر رئيس في " العمل التطوعي وخدمة المجتمع " وكيف أن الله سبحانه وتعالى قد هيئ الإنسان لخلافته في الأرض بما أعطاه من قدرات عقلية ونفسية لإدارة شؤون الحياة. ومن ثم لخص أسباب العزوف عن العمل الاجتماعي ضمن ثلاثة أطر وهي:
1- الاستغراق في الحالة الذاتية.
2- تعدد الاهتمامات والانشغالات.
3- المثبطات والمعوقات الخارجية ( القوانين والأنظمة الروتينية التي تحد من الإسهام في العمل الاجتماعي)
ثم أشار الكتاب إلى النتائج والمكاسب التي يدركها الإنسان إذا ما سعى في العمل التطوعي وهي:
1- الراحة النفسية واللذة الروحية.
2- تنمية المهارات الذهنية والسلوكية.
3- المكانة الاجتماعية.
4- إرساء قواعد التعاون والتكافل الاجتماعي.
5- الثواب والأجر من الله تعالى.
كما تحدث الكتاب بعد ذلك عن أن التطوع ظاهرة إيجابية في أغلب المجتمعات الإنسانية، مشيراً إلى بعض الإحصاءات والأرقام التي تبرز - بشكلٍ أو بآخر - الدوافع الخيرة في أعماق كل إنسان، وتفصح عن مدى تقدم مستوى الوعي الاجتماعي.
كما توج هذا الفصل بالحديث عن حال مؤسساتنا الخيرية وما يفترض بالإنسان المسلم أن يعمل انطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف. واختتمه بالرد على من يبرر تنصله من المسؤولية تجاه العمل الاجتماعي بالالتزامات الخاصة والعامة.
الفصل الثاني
هل يمكن لليتيم أن يصبح عظيماً؟ أو يكون شخصاً ذا تأثير وفاعلية في المجتمع؟
هل في اليتم دلالة على ضعف الرعاية والمقام عند الله؟
ما هو الدور المنتظر من المجتمع تجاه الإيهام؟
استهل المؤلف الفصل الثاني " المجتمع واليتيم " بهذه الأسئلة، وما معنى اليتم لغة.. ثم بدأ بسبر غور هذا المبحث من الجانب النفسي والاجتماعي مشيراً إلى أمرين مهمين ملازمين لليتيم وهما:
- الشعور بالنقص العاطفي.
- افتقاد بعض متطلبات الحياة.
كما أجاب في هذا الجانب عن كيفية تفكير اليتيم، وما الذي ينبغي عليه فعله تجاه هذه المشاعر السلبية الملازمة له، وذلك بـ:
1- التسليم بالقضاء والقدر.
2- النظر في الأمثلة التاريخية: وكيف أن كثيراً من أولياء الله الصالحين كانوا أيتاماً ابتداءً من خليل الله إبراهيم عليه السلام وانتهاءً بخاتم الرسل محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.
3- تفجير الطاقات الكامنة وإبراز الكفاءة.
ويحصر بعد ذلك مسؤولية المجتمع في ركيزتين أساسيتين وهما:
1- الأم: وجه سماحته رسالة إلى الأم، الأم التي تهز المهد بيمينها لتهز العالم بيسراها، مشيراً إلى دورها الفاعل في تفجير طاقات اليتيم إذا ما وازنت بين حقوقه وواجباته.
2- المجتمع: لخص مفردات مسؤولية المجتمع نحو اليتيم في ثلاث نقاط:
o توفير الحنان والعاطفة للأيتام.
o تلبية المجتمع لمتطلبات واحتياجات اليتيم المادية.
o نوفير الإرشاد والتوجيه الثقافي والسلوكي.
o
بيّن المؤلف في خضم هذا البحث من ناحية شرعية: لمن تكون الولاية على اليتيم وعلى ماله، عند أهل البيت (عليهم السلام) وعند المذاهب الإسلامية الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية. ثم أوضح دور لجان كافل اليتيم التي تعمل على تلبية حاجات الأيتام وتوفير الخدمات المناسبة لهم. واختتم هذا الفصل بتقدير لهذه الجهود النيرة لهذه اللجان، آملاً أن يتفاعل المجتمع معهم مادياً ومعنوياً داعياً لهم بالموفقية من الله تعالى.
الفصل الثالث:
تطرق في الفصل الأخير إلى مسألة حساسة جداً ألا وهي ضمن مجال الخدمة الاجتماعية وهي:
" تزويج الشباب ومساعدتهم على الزواج"
افتتح المؤلف في هذا الفصل بالآية الكريمة في سورة النور والتي تحكي عن الضوابط والحدود في التعامل بين نصف المجتمع الرجال، ونصفه الآخر النساء، وضرورة توفير أجواء العفة والاحتشام، ودور الزواج في تكريس ذلك الأمر.
وأوضح من خلال الآية الكريمة بأن الخطاب موجهٌ للمجتمع في أن يزوجوا العزاب، ذلك لأن القضية ليست فردية، مبيناً ما لها من تأثير على الجانب الاجتماعي.
ثم تساءل: هل يجب على الإنسان، إذا كان قادراً متمكناً، أن يوفر تكاليف الزواج لمن يحتاج إلى الزواج، ممن تجب نفقته عليه، كوالديه، وأولاده؟ أم أن ذلك مستحب ومندوب إليه فقط، دون أن يرقى إلى مستوى الوجوب؟
وأجاب على هذا التساؤل بذكر ما ناقشه فقهاء المسلمين من مختلف المذاهب حول هذا الأمر،
ومن ثم ذكر المصارف التي يمكن أن تسهم في تزويج العزاب وهم على النحو التالي:
- الزكاة.
- الخمس.
- البذل والصدقة.
- صندوق الزواج الخيري.
واختتم هذا الفصل بأحاديث واردة عن أهل البيت عليهم السلام تحث على المساهمة في التزويج، ومنها -
على سبيل المثال لا الحصر - ما جاء عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام: " ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، رجلٌ زوج أخاه المسلم، أو أخدمه، أو كتم له سراً".