مقدمة كتاب خطباء العوامية من الماضين
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطباء الحسينيون يمثلون صوت النهضة الحسينية، الذي يصك مسامع الأجيال على امتداد التاريخ.
فهم الذين يخلّدون هذه الذكرى العظيمة بنقل أحداث عاشوراء، ويحيون النفوس بما تضمنته من مواقف التضحية والفداء، ويفجّرون المشاعر والعواطف بتصوير مشاهد المآسي والآلام التي حلّت بأهل بيت الرسالة صلوات الله وسلامه عليهم.
وعبر منابر الخطباء الحسينيين تعززت مسيرة الولاء والمودة للعترة الطاهرة، وتواصلت عرى الارتباط والانشداد بسيرة الأئمة الأطهار.
وكلما كان الخطيب أكثر وعياً ومعرفة بفكر أهل البيت وأمرهم كان أقدر على إحيائه، وأقرب إلى أن يشمله دعاء الإمام علي بن موسى الرضا: (رحم الله من أحيا أمرنا) وحيث أجاب على سؤال: (كيف يحيي أمركم) بقوله: (يتعلم علومنا وينشرها بين الناس فإن الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا).
إن شرف الخدمة للحسين لا يناله إلا من كان مخلصاً لله في أدائه لهذه الخدمة المباركة، ملتزماً بهدي أهل البيت في سلوكه وتعامله مع الناس، هنالك تخرج موعظته من قلبه بصدق فتقع في القلوب موقع التأثير والقبول.
رحم الله خطباءنا الصالحين الماضين الذين أحيوا أمر الحسين في مجتمعاتهم وعصورهم، وأيّد الله خطباءنا الرساليين المعاصرين ليقوموا بالواجب الملقى على عواتقهم في هذا الواقع الذي تحيطه أخطر التحديات.
ووفق الله المجتمع لأداء الشعائر الدينية والحسينية على خير وجه وأكمل صورة تناسب تطورات العصر والحياة.
وجزى الله العبد الصالح الحاج عبدالقادر أبو المكارم خير الجزاء لاهتمامه بإحياء ذكرى الخطباء الحسينيين في بلده (العوامية) فقد اجتهد في جمع المعلومات عن حياتهم، تخليداً لذكراهم، ووفاءً لحقهم، وتحفيزاً للاقتداء بهم.
وقد أحسن صنعاً حين أضاف إلى تراجم الخطباء تراجم الخطيبات الحسينيات فهن كأشقائهن من الخطباء أحرزن شرف الخدمة الحسينية، وقمن بدور إحياء الشعائر الحسينية، كما أضاف ـ شكر الله سعيه ـ تراجم قراء السيرة الحسينية في مجالس العزاء.
بارك الله لابن عدنان هذا العمل التوثيقي الرائع وحشره يوم القيامة مع الحسين وأنصار الحسين وخدام الحسين، ووفقه الله للمزيد من العطاء والإنتاج في خدمة الدين والمعرفة.
والحمد لله ربّ العالمين.
حسن بن موسى الصفار
20 شوال 1432هـ
18 سبتمبر2011م