الشيخ الصفار: ولّى زمن الهيمنة وفرض الآراء الأحادية

مكتب الشيخ حسن الصفار

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار حكومات وشعوب المنطقة العربية إلى الإقرار بالتعددية السياسية والدينية والفكرية والسعي نحو أرضية توافقية تضمن الاستقرار.

وقال الشيخ الصفار "ولّى زمن الهيمنة وفرض الآراء الأحادية على الناس".

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 15 صفر 1434هـ الموافق 28 ديسمبر 2012م في مدينة القطيف شرق السعودية .

وأوضح سماحته بأن فرض جهة معينة رأيها الخاص على عامة الناس سياسيا أو دينيا أو فكريا مدعاة للاحتراب ونشوب الاضطرابات.

وأضاف ان البشرية تجاوزت ما وصفها بهيمنة الرأي الواحد بعد أن عاشت معاناة وعهودا طويلة في ظلها.

وتابع بأن البشرية اعترفت في هذا العصر بالحريات الشخصية والاحتكام إلى رأي الأغلبية في إدارة الشأن العام والتعايش مع الآراء والقناعات المختلفة دينيا واجتماعيا.

ودعا إلى الإقرار بالتعددية السياسية والدينية والفكرية والسعي نحو أرضية توافقية لضمان الاستقرار والنأي عن الاحتراب والنزاع والفوضى على حد تعبيره.

وقال الشيخ الصفار ان مجتمعاتنا العربية لم تصل بعد لهذا المستوى "ولذلك تحاول كل فئة فرض رأيها وإرادتها على الفئات الأخرى".

واعتبر سماحته ما يحصل اليوم في المنطقة العربية "مخاضا حقيقيا" وأن ذلك سيقود في نهاية المطاف إلى بلوغ أرضية توافقية بين مختلف الأفرقاء.

وتابع ان الحالة التوافقية في المنطقة العربية لن تتحقق بين عشية وضحاها بالنظر إلى "قرون طويلة ارتضع الناس خلالها ثقافة الإستبداد".

ودعا في السياق ذاته حكومات المنطقة التي لم تضربها رياح الربيع العربي إلى المبادرة نحو تشكيل اجماع وتوافق وطني ومرجعية دستورية وقانون مقبول "قبل ان يصل اليها الطوفان".

وتساءل سماحته "لماذا تنتظر البلدان الأخرى أن يصل إليها الطوفان"، محذرا من التداعيات والخسائر والأضرار التي تعقب الثورات.

وعلى المستوى الاجتماعي دعا الشيخ الصفار إلى "أن ندرب أنفسنا على التعايش وقبول الرأي الآخر".

وأعرب عن اعتقاده بأن هيمنة الرأي الواحد على الناس ولى زمنها مرجعا ذلك إلى اتساع حالة الانفتاح على الآراء الأخرى وامتلاك الناس لأدواتهم في التعبير عن آرائهم.

وقال سماحته "لا أحد يستطيع ان ينفي الآخرين من الساحة لمجرد اختلافهم مع رأيه". كما لم يعد بمقدور أحد منع الآخرين من التعبير عن آرائهم وإيصال صوتهم إلى ملايين الناس.

ودعا عوضا عن ذلك إلى نقاش مختلف الآراء والبحث فيها والرد عليها بالحجة والمنطق "أما الرفض والمنع من التعبير عن الرأي فما عاد الزمن يسمح بذلك".

وقال سماحته لابد من الإقرار بالتعايش والاحترام المتبادل وتجاوز الانشغال بالخلافات والنزاعات والتفرغ عوضا عن لإدارة شئوننا العامة بروح الفريق الواحد وحفظ المصلحة المشتركة للجميع.