الشيخ الصفار: الاصطفاف الطائفي خطر على الأوطان والأمة

مكتب الشيخ حسن الصفار

ابدى سماحة الشيخ حسن الصفار تخوفه من تصاعد اللغة الطائفية، وتنامي الاصطفاف الطائفي بين مكونات الأمة الإسلامية، داعيا إلى تغليب لغة العقل والحوار بين المسلمين للحد من هذه الظاهرة التي وصفها بـ"المقيتة القاسمة للبنية الاجتماعية".

وأكد سماحته أن الاصطفاف الطائفي يمزق الأمة ولا يقربها من بعضها، ويبعد الإنسان عن العدل والمساواة، وهما قيمتان أساسيتان في الدين الإسلامي.

وقال خلال استقباله في مكتبه بالقطيف لبعض اعضاء ديوانية العطار الكويتية (الأربعاء 27/2/1434هـ الموافق 9/1/2013م) أن الكويت كانت تمثل نموذجا للتعايش الحضاري بين أبنائها، وأن اختلاف مكونات المجتمع الكويتي منحه قوة ليعيش في تفاعل ثقافي واجتماعي، وليكون قدوة لباقي المجتمعات العربية  والإسلامية.

وأضاف: إننا أصحاب رسالة ولنتمكن من توصيل رسالتنا للناس فلابد أن نتواصل ، وألا ننكفئ على أنفسنا، كما أن التلاقي يزيل الشكوك والأوهام، ويصحح الصورة بين الطرفين.

وأبان الشيخ الصفار  أن اهل البيت هم قدوتنا في ارساء قواعد السلم الاجتماعي، فقد وجهوا شيعتهم للاندماج مع الأمة  ليكونوا جزءا من مكوناتها، ولا يكونون وجودا منفصلا.

واستنكر الخلط الموجود عند بعض الشيعة بين الموقف الصارم لأهل البيت من الحكام الظالمين، وبين موقفهم التعايشي مع جمهور الأمة، فإن اهل البيت حثوا شيعتهم للعيش مع الناس كافة، بل دعو شيعتهم ليكونوا أفضل من في بلدانهم اخلاقا وكفاءة واخلاصا.

وطالب الشيخ الصفار بالإمتثال لأوامر أهل البيت الذين يدعون شيعتهم "كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا".

وتعجب من قول البعض أن ما نقوم به هو رد فعل على الذين بدؤا الإساءة، وكأنهم نسوا آيات القرآن الكريم التي تحث على الترفع عن رد الإساءة بالإساءة كقوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً، فإن استخدام الآخر لإسلوب بذيئ لا يبرر لي استخدام نفس الاسلوب "فكل إناء باللذي فيه ينضح".

وأضاف سماحته: كما أن لهذا الطرف مبرر للإساءة للآخر، كذلك للآخر مبرراته وأدلته التي يستقوي بها لتبرير اساءته، لذا على كل طرف أن يحترم الآخر ولا يسيء له أو لرموزه.

وفي موضوع متصل تحدث سماحة الشيخ الصفار عن الوضع العلمي والثقافي في منطقة القطيف، حيث تشهد محافظة القطيف بكل مدنها وقراها، حراكا ثقافيا وأدبيا متميزا وفعالا.. ومن أهم مؤشراته وجود الحوزات والمنتديات الثقافية والأدبية، وحجم الإنتاج الثقافي والأدبي، وإصدار منتظم لمجلات فكرية وثقافية وتراثية.

هذا وقد تحدث كل  من الاستاذين صباح العطار وزيد العطار عن الأجواء السياسية والاجتماعية في الكويت، وخصوصا في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة.


زيارة ديوان العطار 1زيارة ديوان العطار 2