الشيخ الصفار: "التديّن المتشنّج" لا يمت للإيمان بصلة
- ويرفض تبرير ممارسة التدين على نحو متشنج بذرائع الحرص على الدين.
- ويقول أن النبي أنقذ الناس من الجهل والخرافات ودعاهم للاسترشاد بعقولهم.
- ويشدد على ان الاسلام يمثل دين العقل وان العقلانية كانت جوهر رسالة النبي.
رفض سماحة الشيخ حسن الصفار ممارسة البعض التدّين على نحو متشنّج مرجعا ذلك إلى خلل في الشخصية، والفهم للدين، مضيفا بأن "الإيمان لا ينتج شخصية متوترة ومتشنجة".
وقال الشيخ الصفار ان "شخصية المؤمن هي تلك الهادئة المستقرة الوادعة أما هذا المتشنج الذي يكره هذا ويحقد على ذاك لأنه يختلف معه في شيء من أمور الدين.. فهذا تخريب على الدين".
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ 29 صفر1434هـ الموافق11 يناير2013م.
واضاف سماحته بأن الإنسان المتشنج يخرّب دينه في داخل نفسه ويشوّه صورة دينه ومذهبه عند الآخرين.
ورفض أمام حشد من المصلين تبرير ممارسة التدين على نحو متشنج بذرائع الحرص على الدين.
ودان الشيخ الصفار تقاذف التهم والفتاوى التكفيرية من على المنابر وإشغال المسلمين بالمسائل الهامشية في الداخل الاسلامي ومع غير المسلمين.
وشدد سماحته القول ان الشخصية المتدينة ينبغي أن تتحلى بسعة الأفق ازاء المختلفين معها في الدين أو المذهب.
وأضاف بمناسبة ذكرى وفاة الرسول الأكرم ان "التدين الحق ليس بالتشنج والتوتر بل بحسن الخلق وسعة الصدر، هذا هو التدين الذي يأمر به رسول الله والذي مارسه في حياته".
إلى ذلك رفض سماحة الشيخ الصفار التعويل على الأوهام والأساطير والخرافات على حساب إعمال العقل.
وقال سماحته إن الاسلام يمثل دين العقل وان العقلانية كانت جوهر رسالة النبي الأكرم في وقت سيطرت الخرافة على عقول الناس.
وأضاف ان بعض الناس أمام المساحات الغيبية في حياتهم يعتمدون على الأوهام والظنون "ولكن الله تعالى يرشد الناس إلى أنهم وفي هذه المساحات الغيبية أيضا ينبغي أن يهتدوا بعقولهم التي ترجعهم إلى ما ثبت من الوحي وليس النقولات والظنون".
وقال سماحته إن بعض الزعامات تستفيد من انتشار الخرافة اعتماداً على استجابة الناس للقضايا العاطفية خصوصا ازاء الظاهر الكونية الخارجة عن الإرادة.
وتابع بأن هؤلاء يستميلون العوام عبر سوق الأطياف والقصص الخرافية التي يأنسون بها، قائلا بأن النبي كان على الضد من ذلك تماما.
وتساءل "كيف نقبل شيئا لا نعرف أصله وسنده ودليله".
وأوضح بأن رسول الله أنقذ الناس من الجهل والخرافات ودعاهم للاسترشاد بعقولهم وجاهد وتحمل الأذى من أجل أن يرجع الناس إلى عقولهم.