مثقفون كويتيون يزورون الشيخ الصفار
الشيخ الصفار: الانسان الذي يشعر بقيمته يكون أقدر على الابداع
استقبل سماحة الشيخ حسن الصفار في مكتبه صباح الخميس 5/3/1434هـ الموافق 17/1/2013م مجموعة من المثقفين والناشطين اجتماعيا من الكويت، قدموا ضمن برنامج أعده الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن للتعريف بالمنقطة وعلماءها ومثقفيها وتراثها.
وقد بدأ سماحة الشيخ الصفار كلمته بالترحيب بالضيوف الكرام، مشددا على أهمية التواصل لما للتواصل من ثواب عظيم، واثر في تبادل الخبرات والتجارب.
ثم تحدث سماحته عن حاجة الطاقات والكفاءات في بلداننا إلى بيئة مشجعة تساعد على النمو والبروز، عكس ما هو موجود من خمول للطاقات، وذبول للكفاءات.
وأضاف: هذا يتضح من خلال غياب اسماء من مجتمعاتنا العربية والاسلامية عن منصات التتويج في الجوائز العالمية كجائزة نوبل مثلا، وحضور اسماء تنتمي إلى مجتمعات أخرى.
وعن سبب وجود الاكتشافات والاختراعات والصناعات عند الغربيين وتحولنا إلى مجتمعات استهلاكية قال سماحته: إن ذلك يعود إلى العامل السياسي، فالشعوب والمجتمعات التي تعيش ضمن انظمة تشعرها بأهميتها وبقيمتها، ويكون المجال مفتوحا امامهم، وحرية التفكير العمل والتحرك مكفولة لكافة افرادها، يكون انسانها أقدر على الابداع والفاعلية والنشاط.
وأضاف: أما الشعوب التي تعيش في ظل انظمة استبدادية تكاد تحصي عليها حتى أنفاسها، فإنها شعوب لا ينتظر للطاقات أن تنموا وتتفجر فيها.
وأبان الشيخ الصفار أن للثقافة التي يتربى الانسان عليها في عائلته، ويسمع اصدائها في جنبات مجتمعه دوراً في نمو مواهبه، وبروز طاقاته.
وقال سماحته إننا نواجه تحدٍ عظيم وهو معرفة الثقافة الصحيحة التي من خلالها نستطيع النهوض، اسوة بالأمم الاخرى، ولا يكون ذلك إلا بإعادة الحياة لثقافة العلم والعمل.
وأضاف: إننا ننتمي إلى دين عظيم، والى مدرسة اهل البيت وهي كما نعتقد فيها عمق الدين وجوهره، لكن هذه الثقافة السائدة بيننا هل هي الثقافة الاسلامية التي ارادها الله، وقالها اهل البيت ؟
وقال: إن الغربيين تأملوا في الطبيعة، واستطاعوا ان يسخروها في خدمتهم، بينما انشغلت امتنا بالغيبيات وكأن المطلوب منا أن نعمل للآخرة، ناسين قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً﴾.
وأبان أن الثقافة التي تكرس تجاهل الكون، وسنن الطبيعة، وقيمة العلم، هذه ثقافة متهمة، وهي تخالف الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض﴾.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن الأمم الأخرى عرفت كيف تدير شؤون حياتها، وتواصل تطورها، في حين أصاب الأمة ارتداد فأصبحنا نأخذ تعاليمنا في ادارة شؤوننا من الاعراف والتقاليد وليس من الدين.
وشدد على حاجة المجتمع إلى انتفاضة لإعادة النظر والتجديد في ثقافتنا لإزالة العوائق التي تحول بيننا وبين التقدم والتطور لنكون في مصاف الأمم الاخرى.