الشيخ الصفار: الإساءة لمقدسات الآخرين ليست من الأخلاق ولا الشجاعة

مكتب الشيخ حسن الصفار

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى التحلي بالأخلاقيات الإسلامية الرفيعة عند تناول الاختلاف العقائدي بين البشر قائلا بأن تعمد الاستفزاز والإساءة لمقدسات الآخرين ليست من الشجاعة في شيء.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ 13 ربيع الأول 1434هـ الموافق 25 يناير2013م.

وانتقد الشيخ الصفار المشتغلين باستفزاز الأطراف الأخرى المغايرة لهم عقائديا واصفا سلوك هؤلاء بالمعقد وسيئ الفهم على حد تعبيره.

وقال سماحته "بعض الناس شغله وغرضه أن يستفز الطرف الآخر وينتقم منه ويسيء له، وهذه ليست أهداف ومنهج أهل البيت هذه عقد وسوء فهم".

ومضى أمام حشد من المصلين في القول "بعض الأحيان يصدر الخطاب من شخص معقد تجاه الآخرين، أو يعيش في بيئة متعصبة فيظن بأن إساءته نوع من الشجاعة في عرض دينه ومذهبه".

وتابع إن هدف الإنسان المؤمن إيصال رسالة دينه للآخرين واستقطابهم لفكره ومنهجه ودينه "وهذا بالتأكيد لا يكون إلا باختيار (التي هي أحسن) من لغة التخاطب والتعبير".

ورفض سماحته الرؤية المتعصبة التي تضع الأخلاقيات الإسلامية في التعاطي مع أصحاب العقائد الأخرى ضمن سياق المداهنة وتمييع العقيدة.

ودلل على ذلك بأن التوجيهات القرآنية والنبوية في التزام القول الحسن بل الأحسن إنما جاءت في سياق الحديث عن الكفار الذين بالغوا في الإساءة للنبي الأعظم.

وقال الشيخ الصفار إن التوجيهات الإسلامية تؤكد باستمرار على المدارة وحسن المعاشرة والمخالطة وحسن التخاطب مع الآخرين.

وأوضح سماحته بأن "المسألة ليست مسألة أن هذا حق وهذا باطل، بل مسألة لغة وأخلاق التخاطب مع الآخرين".

ورأى بأن الخطاب المذهبي الرائج في الأمة في الوقت الراهن يتسم بلغة استفزاز متعمدة مشددا القول "لابد في الاختلاف والتحاور الديني أن تكون عندنا أخلاق رفيعة سامية".

المشاركة الشعبية

وفي سياق مختلف قال الشيخ الصفار بأن الاستقرار السياسي في المنطقة العربية لن يتسنى إلا بإقرار المشاركة الشعبية في الحياة السياسية وعدم احتكار العمل السياسي ضمن "عائلة أو فئة من الفئات".

وقال سماحته على هامش الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة "لديهم (في اسرائيل) حياة سياسية مستقرة ونحن لا نزال نعيش حياة الاضطراب السياسي، لأننا لا نعيش كمجتمعات سياسية".

وأرجع الاضطرابات في أغلب البلاد العربية والإسلامية لما وصفه الاحتكار السياسي لفئة على حساب باقي فئات الشعب "التي لا رأي ولا شأن لهم، ولا حرية ولا مشاركة".

وتساءل الشيخ الصفار "كيف يكون هناك استقرار سياسي في ظل الاستبداد وإقصاء فئات الشعب، ومصادرة الطاقات والكفاءات وتجاهلها".

ورجح سماحته بقاء المنطقة "نهبا للاضطرابات والمشاكل والفتن.. ما لم تصل شعوب هذه البلدان إلى حالة المشاركة الشعبية".