الشيخ محمد الصفار ينتقد النزعة الدينية نحو قمع العقل وحرية التفكير
- ويقول ان حرية التفكير أضحت بين نار السلطات السياسية ونار الإرهاب الديني.
- ويدعو إلى التزام الحكمة في التعامل مع الكتابات والأفكار والآراء التي تعج بها الساحة.
- ويحث الأطراف الدينية على التعامل بالإحسان والنأي عن التسرع في اصدار بيانات التبري.
دعا سماحة الشيخ محمد موسى الصفار إلى ضرورة الالتزام بنهج الأنبياء القائم على التذكير والنأي عن فرض السيطرة على الناس منتقدا بشدة النزعة نحو "قمع العقل وحرية التفكير".
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ 20 ربيع الأول 1434هـ الموافق 1 فبراير2013م.
وقال الشيخ الصفار ان حرية التفكير أضحت اليوم بين نار السلطات السياسية المستبدة ونار الإرهاب الفكري الذي تمارسه بعض الجماعات الدينية.
وانتقد تحول بعض الأطراف الدينية إلى ممارسة دور السلطات لجهة قمع العقل وحرية التفكير. مرجعا تلك النزعة لدى بعض المتدينين إلى ما وصفها بهواجس وتصورات خاطئة.
وقال سماحته "السلطان يستخدم قواه وسلطاته وسجونه وجلاديه، وبعض المتدينين يستخدمون أدواتهم الدينية وهيمنتهم المعنوية".
وأضاف ان من غير المطلوب من أي جهة دينية السكوت أمام الآراء المعاكسة للتيار السائد، مستدركا بأن ذلك لا يعني بأن تمارس دورا يتجاوز دور الرسول الأكرم.
ودعا إلى التزام الحكمة في التعامل مع الكتابات والأفكار والآراء التي تعج بها الساحة "التي قد لا ترضي أو لا تنسجم مع تصور هذا الطرف أو ذاك".
وطالب الأطراف الدينية بضرورة التزام نهج الأنبياء القائم على النقاش العلمي الرصين والاقتصار على تذكير الناس والنأي عن فرض السيطرة على الآخرين.
وأوضح أمام حشد من المصلين ان المهمة الكبرى التي جاء بها الأنبياء هي تحرير الإنسان من سطوة أخيه الإنسان وهيمنته عليه.
ورأى الشيخ الصفار ان التعامل الديني السليم حين يرى الإنسان ما يعتقد أنه انحرافا عن القيم هو أن يقوم بدوره التوعوي دون إيذاء الآخرين.
وحث الأطراف الدينية على التعامل بالإحسان والنأي عن التسرع في اصدار بيانات التبري ونبذ الاتهامات المتعجلة التي تحاصر الآخرين وتخرجهم من الدين.
وقال سماحته بأن هذا السلوك السلبي يولد عند الآخرين ردة فعل قاسية فلا ينفتحون معها على أية حقيقة وقد يدفعهم ذلك أكثر باتجاه الصراع والمعاندة.