الشيخ الصفار يحتفي بمبدعي القطيف ولجنة التكريم وضيوفها
احتفى سماحة الشيخ حسن الصفار في مكتبه ظهر يوم الخميس (26 ربيع الثاني 1434هـ الموافق 7 فبراير 2013م) بضيوف مهرجان "القطيف..عالمية الإبداع" الذي أقامته لجنة التكريم الأهلية بالقطيف لتكريم ثلاثة عشر مبدعا من ابناءها كرموا عالمياً.
وقد شكر سماحة الشيخ الصفار في بداية كلمته الحضور وقال: إنها نعمة كبيرة أن يوفقنا الله للاجتماع في هذا اليوم المبارك، وكله ببركة الأخوة الأعزاء في لجنة التكريم الأهلية بالقطيف والأخوة المكرمين.
وأشار الى أهمية وجود الكفاءات والقدرات في المجتمعات. فإن قوة كل مجتمع بمستوى الكفاءات من أبنائها، وإذا ما أراد مجتمع القوة والمستقبل المشرق فعليه أن يهتم بأبنائه ويفجر طاقاتهم، والتكريم وسيلة من وسائل التحفيز لنيل الكفاءة والمواقع المتقدمة في مختلف المجالات.
وأضاف سماحته: علينا ملاحظة قيمة العمل الجمعي. فهذه اللجنة أهلية وكم نحن بحاجة إلى برنامج العمل الأهلي، أن تكون هناك منظمات للمجتمع المدني. صحيح أن الحكومات تضع العراقيل والعقبات ولا تفسح المجال لقيام اللجان والمؤسسات الأهلية، فهي تؤمن كل شيء، وتهيمن على كل شيء.
وأبان أن مجتمعاتنا تزخر بالكفاءات، وفي نفوس الناس تطلعات يريدون أن يخدموا وطنهم ومجتمعهم، لكن مع الأسف هذه الأنظمة لا تفسح المجال أمام الناس، فكل شيء تحت هيمنة الدولة وإشرافها.
وأوضح الشيخ الصفار أن في القطيف نشاطاً أهلياً واجتماعياً وحقوقياً وثقافياً ومختلف الأنشطة، "ولا نزال نشعر بالحاجة لوجود المزيد لأن هناك حاجات للمجتمع، ولأن هناك كفاءات تتطلع لممارسة دورها في خدمة مجتمعها".
وعن فائدة اللقاءات والتواصل مع الناس قال سماحته: لا ينبغي أن تعيش كل منطقة وكأنها معزولة عن المناطق الأخرى، ولا ينبغي أن يكون التنوع الفكري أو المذهبي سببا للقطيعة بين الناس، التنوع اثراء وخير ونعمة في كل مجتمع، علينا أن ننفتح على بعضنا البعض، صحيح أننا ابتلينا بجماعات تريد اقامة الحواجز بين أبناء الامة الواحدة بسبب الاختلافات الفكرية والمذهبية، ولكن انتشار الوعي عند الناس سيعيننا على تجاوز هذه الحواجز المصطنعة.
وأبدى سروره من تواجد أبناء من الوطن الواحد من مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة والقصيم ونجران والدمام والاحساء ومختلف المناطق، للمشاركة في برنامج تكريم المبدعين في القطيف، وقال: إننا نجتمع ونتعاون على البر والتقوى، وخدمة المجتمع، وهذا شيء جميل ومبهج.
وطالب شعوب مجلس التعاون الخليجي بألا ينتظروا التوجهات الرسمية، فعليهم أن يبادروا ويتواصلوا في الكويت والبحرين وعمان وقطر والإمارات، ففي كل بلد هناك تجارب وآراء وتاريخ وكفاءات ينبغي أن ننفتح على بعضنا بعضا، وكذلك على بقية البلدان العربية والإسلامية، معللا ذلك بأن مجلس التعاون الخليجي لم يحقق التطلعات على الواقع العملي بما يخدم شعوب هذه المنطقة حسب اعترافات المسؤولين انفسهم، فبعد مضي سنوات على اقامته والإعلام الذي يصحب قممه لكن المواطن لا يلمس شيئا من تطلعاته التي تجعل ابناء هذه المنطقة يعيشون كشعب واحد.
بدأت المداخلات بمداخلة الاستاذ أسامة الصايغ ـ من إدارة الأوقاف الجعفرية بدولة الكويت قال فيها: باسمي وبالنيابة عن الأخوان من الكويت وبقية المناطق أتقدم بالفعل بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للأخوان أعضاء لجنة التكريم الأهلية بالقطيف على هذا الجهد الرائع والمنظم، الذي بالفعل يدل على الوعي المؤسسي للأخوان في القطيف، ولعل هذا يندرج على وعيهم لأهمية التكريم كما تفضل سماحة الشيخ لشرائح مختلفة من المنطقة، بالفعل لعلهم يكرمون دوليا ولكن يحتاجون التفاتة من هيئات المجتمع المدني المحلي .
وتحدث السيد منصور الغافلي ناشط اجتماعي من الأحساء مؤكداً على ضرورة الاهتمام بالعمل الأهلي مستشهداً بتجربيته في نادي القارة الرياضي وجمعيتها الخيرية.
مداخلة (الأستاذ توفيق اللواتي) عضو مجلس الشورى في سلطنة عمان: اتقدم بجزيل الشكر لسماحة الشيخ الصفار على هذه الدعوة الكريمة، وكذلك لجنة التكريم لدعوتنا للحضور والمشاركة بين أخواننا وأهلنا في بلدنا الثاني. طبعا هي تجربة ممتازة ونأمل أن تتكرر على مستوى الخليج، حتى لو على الصعيد الرسمي لم يكن حسب المتأمل، ولكن نأمل على المستوى الأهلي، وأن نتجاوز الحواجز المصطنعة. طبعا أنا اعتبر نفسي من ابناء هذه المنطقة ولا احتاج لدعوة. شكرا لكم وأتمنى ان نلتقيكم في سلطنة عمان.
مداخلة الفنان جاسم النبهان من الكويت: للقطيف علاقة بأحد الأحبة، وهو خالد الفرج ولها تأثير على شعره، قرأت عن القطيف في ديوانه، والحمد لله أن الله مد لي في العمر وجئت لأهل القطيف ورأيتهم بهذه الحفاوة الرائعة. أن أقوم لأكرم احد المبدعين الشباب، أنا قمت بتكريم جيل كامل واعطيته دفعه قوية بنفس الوقت، إذا كان اليوم كرم زميلي وأخي من الوسط الذي انتمي اليه وهو الأخ عبدالناصر الزاير هذا الرجل العصامي، فقد واكبت حياته منذ دخوله المعهد فهو تكريم لي أنا ولشريحتنا من الفنانين.
مداخلة الشيخ محمد العطية: خلاصة القول الشكر الذي نرفعه للجنة التواصل الوطني ولجنة التكريم الأهلية لابد أن يتبعه شكر لكل الداعمين، ومن هؤلاء الداعمين الحضور من مختلف المناطق من المملكة وخارجها، حفظهم الله تعالى. ولابد من الشكر إلى أبرز من يضع بصمته في كل فعالية اجتماعية انه سماحة الشيخ حسن الصفار الذي يكون بارزا في كل قضية تمس المجتمع سواء من الناحية الفكرية او الوطنية. ولذا لابد من وضع النقاط على الحروف لحرص اللجنتين الكريمتين وسماحة الشيخ على الاصرار على الوجود المتنوع من الضيوف الكرام في منطقة القطيف، ان وجودهم ليس جزء من التكريم فحسب، بل هذا الوجود لنصنع وحدة وطنية اسلامية نعلو بها على الصوت الشاذ الذي يحاول تفتيت الأمة. اعتقد ان واحدة من ثمرات اللقاء الكريم أن نشد على ايدي بعضنا لرفع صوت الاعتدال ليكون هو الصوت المسموع.
مداخلة الدكتور محمد آل محروس (احد المكرمين): تحدث باسم المكرمين. واقعا لم نشعر بأننا مكرمون بل جزء من منظمي المهرجان خصوصا مع وجود الضيوف الكرام من مناطق المملكة، ودول الخليج، والتكريم الحقيقي هو أننا ننتمي لهذه الأرض الطيبة. والكلمة التي أقولها باسم المكرمين هو الشكر للضيوف ولكم جميعا.
مداخلة الاستاذ فاضل العماني: تُقاس المجتمعات والشعوب والأمم بما تُقدمه للحضارة الانسانية من إبداعات وإنجازات وخدمات تُسهم في ازدهار وارتقاء ونماء البشرية. تلك هي طبيعة التجربة الانسانية الحقيقية بكل ما تحفل به من انعطافات وتحولات وتمظهرات، منذ عصر الانسان الاول وحتى وقتنا الراهن. وفي المقابل، تُفضل المجتمعات والأمم الأخرى خاصة العالم الثالث، أن تسكن الظل وتعيش الهامش وتعشق النسيان، لأنها لا تمتلك إرادة الحاضر أو جرأة المستقبل، ولا تملك ادوات وآليات التطور والتحديث والتنمية. التكريم يُمثل تحريضاً صريحاً على التميز والتفوق، وتحفيزاً ايجابياً على البذل والإصرار والإخلاص، كذلك، يُعتبر التكريم بمختلف اشكاله ومستوياته، دعوة صادقة لاستمرار الجهد ومواصلة العطاء، سواء للمكرمين أو مختلف افراد وشرائح المجتمع، كما يُمثل التكريم استثماراً ذكياً في طبقة المبدعين والمميزين الذين يُحققون التنمية الشاملة والمستدامة للوطن.. شكرا للشيخ الصفار وللجنة التكريم ولكل الضيوف شكرا لكم جميعا.
مداخلة الفنان عبدالناصر الزاير: اعجز عن الشكر للجنة والضيوف الكرام، وهذا التكريم حملنا المسؤولية أكثر وأكثر، فهو وضعنا في ضوء خاص، لذلك اشعر بالمسؤولية أكثر، وتقديم ما هو مفيد أكثر للمجتمع، وكلمات الشكر قليلة لو قلتها لمن نظموا ولم دعانا. أشكركم اشكركم.
يشار الى أن لجنة التكريم الاهلية، وهي الجهة المنظمة لهذا الاحتفال، قد تأسست عام ١٤٢٧هـ، وكرّمت خلال سنواتها الخمس العديد من الشخصيات والجمعيات والمؤسسات، ايماناً منها بأهمية التكريم، كصيغة مُثلى للشكر والوفاء والتقدير لمبدعي الوطن.
أما النجوم الـ ١٣ التي كرمتها اللجنة فهم الدكتورة أمل الصنَاع، المعلمة شهزلان الصفار، الدكتور جعفر آل توفيق، الدكتور حسام الحبيب، المهندس سعيد المبارك، المهندس عادل العوامي، الفنان عبدالعظيم الضامن، الفنان عبدالناصر الزاير، الدكتور علي آل حمزة، الدكتور محمد المرهون، المهندس محمد ابو فور، الدكتور محمد آل محروس، المهندس نوري آل شبيب.
وكان للجنة التواصل الوطني دور اساس في استقبال ضيوف المهرجان وإدارة برنامج زيارتهم.
كما حضر دعوة الغداء التي أقامها الشيخ الصفار في مكتبه على شرف الضيوف والمكرّمين ولجنة التكريم عدد من شخصيات البلاد من القطيف والدمام والأحساء.