الشيخ الصفار يحذر من بروز منهج تكفيري بدعوى الدفاع عن العقيدة
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من بروز منهج تكفيري قد ينتهي الى سفك الدماء انطلاقا من التشكيك في تديّن المؤمنين على خلفية التباين في الرأى حول مسائل اجتهادية.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بتاريخ 26 ربيع الآخر 1434هـ الموافق 8 مارس 2013م في مدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "ان من يشككون في تديّن اخوانهم المؤمنين لمجرد اختلاف في الرأي انما يؤسسون لمنهج تكفيري قد يقود الى سفك الدماء".
وفي حين أكد سماحته على حق الاختلاف الفكري حذّر في الوقت عينه من الانزلاق نحو أساليب النيل من السمعة والسخرية والاستهزاء بالآخرين تحت مزاعم الدفاع عن العقيدة.
وقال انه لا فرق بين من يهزأ ويسخر من اخوانه المؤمنين وبين من يرتكب الاعتداءات الدموية ضدهم، مضيفا ان "السخرية والتكفير والتبديع مقدمة للقيام بأعمال العنف تجاه الآخرين
ومضى يقول بأن التيارات التكفيرية الموغلة اليوم في دماء الأبرياء بدعوى الجهاد لم تجترئ على هذه الجرائم إلا بعد أن استسهلت على مدى طويل النيل من الآخرين بالتكفير والتبديع والتشكيك.
وتابع بأن مزاعم الدفاع عن ولاية أهل البيت لا تجيز الخوض في أعراض الآخرين والنيل من شخصياتهم لمجرد الاختلاف مع قناعات البعض في هذا الرأي او ذاك.
وأضاف الشيخ الصفار أمام حشد من المصلين بأن "اغتيال شخصية الإنسان المعنوية يضاهي تصفيته جسديا".
وحثّ سماحته على التحلي بالوعي وعدم الانزلاق نحو النيل من حرمات الآخرين لمجرد الاختلاف حول مسائل اجتهادية "فحرمة المؤمن اعظم من حرمة الكعبة".
وفي شأن مختلف حث سماحة الشيخ الصفار الفاعليات المجتمعية على المضي قدما في اطلاق مبادرات فاعلة في ادارة الشأن الأهلي خصوصا على مستوى المؤسسات الدينية والأوقاف.
وقال سماحته ان على الناس في كل مجتمع أن يبادروا لإدارة شؤونهم الأهلية الممكنة.
وتابع أنه بالرغم من ترك الشأن الديني وإدارة الأوقاف في أكثر مجتمعاتنا للناس إلا إن هناك فراغا اداريا واضحا لايزال قائما على هذا الصعيد.
ومضى يقول أن ذات المشكلة التنظيمية تطال الجانب الاجتماعي والثقافي.
ورأى ان من الضروري أن يبدأ المجتمع بتدريب نفسه "وإلا فإن أي مجتمع من المجتمعات قد يجد نفسه أمام الفوضى الكاملة".
وأرجع الشيخ الصفار جانبا من الارتباك السياسي في دول الربيع العربي لغياب "الرشد" وافتقاد الخبرة لدى شعوب المنطقة في ادارة شئونهم الأهلية.
وتابع بأن الأنظمة الاستبدادية حرصت على بقاء شعوبها "قاصرة وفاقدة للخبرة والتجربة، حتى تصبح عندها مخيرة بين بقاء الاستبداد أو مواجهة طوفان الفوضى".