الشيخ الصفار يحمّل النخبة السياسية مسؤولية الخراب في بلاد المسلمين

مكتب الشيخ حسن الصفار

- ويقول ان الحكومات التي لا تستجيب لتطلعات شعوبها إنما تدفعها لتسلك طرقا أخرى.
 - وينتقد المعارضة "التي لا تستخدم العقل والحكمة" لأنها تفتح المجال للتدخل الأجنبي.
 - ويدعو إلى التخلي عن الغطرسة والعناد والمراهنة على كسر شوكة الطرف الآخر.

حمّل سماحة الشيخ حسن الصفار النخبة السياسية "حاكمين ومعارضين" المسؤولية عن ما آلت إليه الأوضاع في عديد من البلاد العربية والإسلامية من دمار وعنف وتدخل للإرادات الأجنبية.

والقى الشيخ الصفار باللائمة في تدهور الأوضاع العربية على طرفي النزاع "الحكام الذين لا يستجيبون لتطلعات شعوبهم.. والمعارضة التي لا تستخدم العقل والحكمة".

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بتاريخ 16 جمادى الآخرة 1434هـ الموافق 26 ابريل2013م في مدينة القطيف شرق السعودية.

وقال سماحته  أن الحكومات التي لا تستجيب لتطلعات شعوبها إنما تدفع بشعوبها لتسلك طرقا أخرى لتحقيق تطلعاتها.

وانتقد في السياق ذاته حركات المعارضة "التي لا تستخدم العقل والحكمة" قائلا أنها بذلك تفتح المجال لحالات الدمار والعنف وتدخل الإرادات الأجنبية في أوطانها.

ودعا الشيخ الصفار أمام حشد من المصلين إلى تلمس الحلول ومعالجة القضايا معالجة واقعية على حد تعبيره.

وأضاف بأن لا مصلحة للحكومات في الاستمرار في تجبرها وعنادها أمام تطلعات شعوبها كما انه لا مصلحة لأي فئة من الشعب في استمرار حالات الاضطراب.

وقال الشيخ الصفار "ينبغي أن تتخلى جميع الأطراف عن الغطرسة والعناد والمراهنة على كسر شوكة الطرف الآخر".

في مقابل ذلك نوه سماحته بالجهود القائمة لوضع "خارطة طريق" لإنهاء الصراع الدامي بين الحكومة التركية والمعارضة الكردية الذي حصد ما لا يقل عن 40 الف قتيل.

ووصف التجربة التركية على صعيد المصالحة بالتجربة الرائدة داعيا إلى الاستفادة منها في وضع حد للصراعات المتفجرة في مناطق مختلفة في بلاد المسلمين.

في مقابل ذلك أعرب عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في سوريا نتيجة الصراع وأعمال العنف والدمار والتخريب الذي أودى بعشرات الآلاف من السوريين.

وأشار في السياق إلى تدهور الأوضاع في العراق وانزلاقه باتجاه النزاعات والفتن والتفجيرات التي تحصد على نحو يومي حياة الأبرياء في الأسواق وأماكن العبادة.

ومضى يقول ان الصراعات لازالت تعشش في بلاد المسلمين وتنتج الدمار والخراب وأن وضع حد لذلك مرهون بوعي الشعوب أولا ودور النخبة السياسية ثانيا.

وقال ان المجتمعات الغربية كانت تعيش الصراعات الدموية لكن "حينما استيقظت عقولهم" أدركوا أخيرا عبثية الاحتراب والصراعات الدموية التي استمرت قرونا.

وأضاف أن الغربيين ما كانوا ليتجاوزا حالة الاحتراب إلا من خلال الحوار وتبادل التنازلات والتوافق على المشتركات والمصلحة العامة.

وأوضح أن النهضة الغربية لم تأخذ طريقها إلا حينما سلكت تلك الشعوب منهجا لإدارة حياتهم عبر الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وحماية حقوق الإنسان والاحتكام للقانون.