الشيخ الصفار: انتعاش الإرهاب سببه السكوت عن ثقافة التطرف
قال سماحة الشيخ حسن الصفار ان غض الطرف عن ثقافة التطرف والتكفير في أوساط الأمة أفرز تيارات العنف والإرهاب التي سفكت دماء آلاف الأبرياء وشوهت الإسلام حول العالم.
وقال الشيخ الصفار "ان مواجهة الإرهاب ينبغي ان تبدأ من مواجهة الأرضية والثقافة التي تنجب الإرهاب وهي ثقافة التطرف وتكفير الآخرين واتهام الناس في أديانهم ومعتقداتهم".
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 7 رجب 1434هـ الموافق 17 مايو2013م في محافظة القطيف شرق السعودية.
وأضاف سماحته القول ان هناك أرضية لتيار العنف والإرهاب في مجتمعاتنا تتمثل في ثقافة التطرف والتكفير "ولا يمكن مواجهة هذا التيار مع غض الطرف عن ثقافته".
ووصف الشيخ الصفار بممارسة الخداع كل الذين يدّعون مواجهة الإرهاب فيما يغضون الطرف عن ثقافة التطرف والتكفير للآخرين.
وقال سماحته "ان كل من يقول انه ضد الإرهاب ويدعي مواجهته لكنه يغض الطرف في الوقت نفسه عن ثقافة التطرف والتكفير للآخرين فهو يخدع نفسه ويخدع الناس".
ومضى يقول ان السكوت عن ثقافة التطرف والتكفير تقود مجتمعات الأمة إلى المجهول.
ودعا الشيخ الصفار الأوساط الدينية السنية والشيعية على حد سواء إلى الحذر من بروز أصوات تشكك في أديان ومعتقدات الناس في مجتمعاتهم على خلفية اختلافات فكرية.
وأضاف أمام حشد من المصلين ان التشكيك في أديان ومعتقدات الناس يمهد الأرضية للتطرف والإرهاب.
وقال سماحته ان تيارات العنف شوّهت سمعة الإسلام وأظهرته دين عنف وإرهاب وتطرف وعداء للإنسانية بسبب الممارسات العنفية.
واتهم الشيخ الصفار التيارات المتشددة بإثارة الإضطرابات في مختلف بلاد المسلمين لاستباحتهم الدماء وانتهاكهم الأعراض بإسم الدين.
وحمّل الجماعات الدينية المتطرفة مسئولية سفك دماء عشرات الالاف من الابرياء في الجزائر وافغانستان والصومال والعراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس.
صراع اقليمي واختراق استخباري
وأرجع الشيخ الصفار "انتعاش" الجماعات العنفية في أوساط الامة إلى الصراعات الإقليمية بين دول المنطقة إلى جانب اختراق اجهزة الاستخبارات الأجنبية للجماعات.
واعتبر سماحته الاستغلال السياسي لهذه المجموعات المتطرفة في الصراعات الإقليمية عاد سابقا وسيعود مجددا بآثار مدمرة وخطيرة على الدول الداعمة نفسها.
وأعرب الشيخ الصفار عن اعتقاده باختراق أجهزة الإستخبارات الأجنبية للمجموعات الاسلامية المتطرفة "من اجل تشتيت الشمل واشغال الامة عن قضاياها المصيرية".
وطرح ما وصفها بعلامات استفهام كبيرة ازاء موقف الجماعات العنفية من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي المحتلة في فلسطين.
وتسائل سماحته "أليس من المثير للإستغراب ان هذا التيار لا يمارس شدته وبطشه ضد الصهاينة والمصالح الاسرائيلية، فاسرائيل آمنة من تحركات هؤلاء ونشاطهم".