الشيخ الصفار يدعو الزعامات الإسلامية إلى تدارك خطر الصراع الطائفي
- وأشار إلى أن من التحديات التي يواجهها الشيعة هو امتلاك إرادة التجديد في ثقافتهم الدينية.
- ورأى أن قسما من الخطاب الشيعي المعاصر يدعو للفخر فيما القسم الآخر يبعث على الأسى.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الزعامات الإسلامية إلى تدارك "الهاوية الخطرة من الصراع الطائفي" بين أبناء الأمة في العديد من الساحات الاسلامية.
وقال الشيخ الصفار "ان أجواء الأمة باتت ملبّدة بغيوم النزاع الطائفي المذهبي التي يشتد أوارها وخطرها في ميدان الاختلافات السياسية كما في العراق ولبنان وسوريا".
وفي لقاء صحفي مع موقع التعاون الدولي لأبناء الشيعة (شفقنا) دعا سماحته القيادات الإسلامية إلى تدارك ما وصفها بالهاوية الخطرة من الصراع الطائفي.
واعتبر الشيخ الصفار العلاقة مع محيطهم الإسلامي هي أبرز التحديات التي تواجه الشيعة في الوقت الراهن.
وعلل ذلك بالقول ان القوى السياسية التي كانت تستأثر بالسلطة والحكم لا تريد فسح المجال أمام مشاركة القوى الأخرى التي كانت مهمشة كالشيعة، إلى جانب وجود التوجهات الدينية المتشددة التي تحكمها العقلية الطائفية الاقصائية.
وأرجع جانبا من أسباب التجاهل لحقوق الشيعة في بعض البلاد العربية إلى غياب مفهوم المواطنة "ولذلك تجور على حقوق مواطنيها من الشيعة وغيرهم".
في مقابل ذلك أسف سماحته لبروز تيار داخل المجتمع الشيعي يتجاوب مع الجهود المعادية لوحدة الأمة وينشر الآراء والأفكار الاستفزازية تحت مبرر رد الفعل على التطرف المقابل.
ومضى يقول أن على الشيعة بشكل خاص أن يتحلوا بالحكمة والحذر وأن يتمسكوا بنهج أئمتهم في التزام الصبر وتقديم المصالح الإسلامية الكبرى.
إرادة التجديد
وقال سماحة الشيخ الصفار ان من التحديات التي يواجهها الشيعة في عالم اليوم هو امتلاك إرادة التجديد في ثقافتهم الدينية.
وأعرب عن اعتقاده بأن الثقافة السائدة في المجتمع الشيعي هي نتاج "أزمنة ماضية وبيئة كانت تعاني الأزمات والقهر والضغوط فيما باتوا يعيشون اليوم عصرا جديدا وأصبحوا قوة مؤثرة يحسب لها حساب".
وتابع سماحته أنه بالرغم من تغير الواقع الشيعي إلى الأفضل إلا ان مساحة واسعة من الشيعة لا زالوا يصرّون على ثقافة الماضي المصبوغة بلون القهر والأسى، وتتحفظ معظم أوساطهم الدينية على محاولات التطوير والتجديد الثقافي.
ودلل على ذلك بالمعاناة والضغوط الداخلية التي يواجهها المصلحون والمجددون من علماء الشيعة للتخلي عن طروحات النقد والتجديد.
الإعلام الشيعي
وأعرب الشيخ الصفار عن عدم رضاه من الإعلام الشيعي معتبرا اياه اعلاما "لا يحقق الرضا وليس بالمستوى المطلوب".
وقال سماحته ان الاعلام الشيعي "في معظمه إعلام يجتر الأفكار القديمة ولا يبدع أفكاراً جديدة، كما أنه يتشبث بالأساليب التقليدية ولم يستجب لتحدي التطوير في الوسائل والأساليب إلا بمقدار محدود".
وضمن تقييمه لمدى نجاح الإعلام الشيعي في إيصال رسالة أهل البيت إلي العالم رأى سماحته
"أنه نجاح محدود، لمحدودية الإعلام الشيعي كماً وخاصة على صعيد اللغات العالمية الحيّة، ولضيق أفق معظمه نوعاً ومضموناً".
ورأى الشيخ الصفار أن قسما من الخطاب الشيعي المعاصر يدعو للفخر لتركيزه على القيم الانسانية العظيمة والمفاهيم الإسلامية الأصيلة فيما رأى القسم الآخر "يبعث على الأسى والألم.. ويعطي صورة مشوهة لمذهب أهل البيت".
وعلل بأن القسم الأخير "يتحدث بلغة طائفية استفزازية للآخرين، اضافة إلى تركيزه على الجوانب الطقوسية، وتضخيم الأمور الجانبية والقشرية على حساب الجوهر والمضمون في مدرسة أهل البيت".
الشيعة في العالم
وقال الشيخ الصفار ان الثقافة السائدة في أوساط المسلمين الشيعة تدعو إلى التسامح والانفتاح، وحسن العلاقة مع أتباع سائر الديانات، انطلاقا من الفهم السليم لمبادئ الإسلام وتعاليم أهل البيت.
وتناول في السياق ذاته العلاقة الايجابية للمسلمين الشيعة ضمن محيطهم الديني في مختلف أنحاء العالم.
ولغرض تطوير العلاقة مع اتباع الديانات الأخرى اقترح سماحته الاهتمام بالدراسة المقارنة بين الأديان وتعزيز ثقافة التسامح والانفتاح وما وصفها بالجدّية في التعاون مع أتباع الديانات الأخرى فيما يخدم البشرية ويعلّي القيم الفاضلة.