الشيخ الصفار: العمالة المنزلية باتت تمثّل تحديًّا أخلاقيًّا كبيرًا
أعرب سماحة الشيخ حسن الصفار عن الأسف لمعاناة العمالة المنزلية في السعودية ودول الخليج مشيدًا في الوقت عينه بصدور اللائحة التنظيمية لعمل خدم المنازل في المملكة مؤخرًا.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 10 رمضان 1434 الموافق 19 يوليو 2013م في مدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار: «أصبحت مسألة العمالة المنزلية تمثّل تحديًّا أخلاقيًّا كبيرًا»
وأسف سماحته لمعاناة العمالة المنزلية التي تعرض الصحافة المحلية جانبًا منها والتي قادت في بعض الأحيان إلى وقوع حالات الانتحار في أوساطهم.
وأشار في السياق ذاته إلى حالات الانتحار المتكرر للعاملات المنزليات والعاملين في المملكة ودول الخليج وحالات الهروب من منازل الكفلاء وصولًا إلى حد ارتكاب الجرائم بحق أفراد العائلة وخاصة الأطفال.
وأرجع جانبًا من أسباب اقدام العمالة المنزلية على الإضرار بأنفسهن ومن حولهن إلى الإرهاق الكبير نتيجة الإكراه على العمل "بغير رحمة" لساعات طويلة وغير محددة.
كما أرجع سماحته أمام حشد من المصلين بعضًا من تصرفات العاملات إلى عدم اعطائهن حقوقهن وسوء المعاملة التي تصل إلى حد التعدي بالضرب وتوجيه الإهانات اللفظية والاحتقار لهن.
وأسف الشيخ الصفار لتربية الاطفال منذ نعومة أظفارهم على ممارسة الإهانة والاحتقار للعاملة أو السائق.
ورأى أن بعض الحوادث المنشورة حول معاناة الخدم في المنازل الخليجية لا تمت إلى الدين ولا الإنسانية بصلة.
وتابع بأن بعض التصرفات تجاه العمالة الوافدة في بلادنا لا تليق بمجتمع مسلم ولا تليق بأناس ينتمون إلى دين يؤكد على احترام حقوق الإنسان كائنًا من كان.
وفي سياق موازٍ أشاد الشيخ الصفار باللائحة التنظيمية التي وافق عليها مجلس الوزراء السعودي بشأن تنظيم عمل العمالة المنزلية وإن جاءت متأخرة كثيراً ـ على حد تعبيره ـ.
واعتبر سماحته صدور اللائحة أمرًا جيدًا مشددًا على ضرورة الالتزام بتنفيذ بنود هذه اللائحة.
غير أنه انتقد في مقابل ذلك تحديد اللائحة لأوقات الراحة للعاملات المنزليات فيما كان من الواجب تحديد ساعات العمل عوضًا عن ذلك على حد قوله.
وحثّ سماحته إلى جانب ذلك على تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والدفع باتجاه حسن التعامل مع العمالة الوافدة والاستفادة من المخزون الديني الوافر في هذا المجال.