الشيخ الصفار: أمريكا إلى انكفاء.. وعلى حكومات المنطقة العودة إلى شعوبها

مكتب الشيخ حسن الصفار

-  ويدعو إلى الحدّ من "التهريج والإساءات المتبادلة" تحت عنوان الجدل المذهبي. 

- ويحثّ حكومات المنطقة على تجاوز خلافاتها التي تفسح المجال للتدخل الأجنبي. 

- ويقول: إن هناك أطرافاً تريد للمسلمين الانشغال بالجدل المذهبي إلى يوم القيامة.

 دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الحكومات العربية والإسلامية إلى تعزيز إرادتها الوطنية بالاستجابة لتطلعات شعوبها وتجاوز خلافاتها الاقليمية سيّما مع بوادر أفول القوة الأمريكية في المنطقة والعالم. 

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 20 ذو الحجة 1434هـ الموافق 25 اكتوبر 2013م في مدينة القطيف شرق السعودية. 

وقال الشيخ الصفار "نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة ربما بدأ فيها أفول القوة الأمريكية".

وتابع سماحته القول "القوة الأمريكية تعاني الآن من ضعف قياساً إلى قوتها السابقة، وبالتالي فإن القوة الأمريكية ودورها مرشح للمزيد من الانكفاء". 

وأضاف أن الحكومات الحليفة نفسها باتت تدرك الآن أن القوة الأمريكية بدأت بالأفول والانحدار ورأت أن "هناك مجالاً لرفع الصوت أمامها والاعتراض عليها". 

ورأى سماحته أن تراجع الولايات المتحدة هو جزء من "المسيرة الطبيعة للمجتمعات البشرية" منوهاً لما آلت اليه أوضاع القوى العظمى الأخرى في القرن العشرين بريطانيا العظمى والإتحاد السوفيتي.

ودعا الشيخ الصفار الحكومات العربية والإسلامية إلى تعزيز إرادتها الوطنية بالاستجابة إلى تطلعات شعوبها وسدّ الثغرات التي تتسلل منها الهيمنة الأجنبية.

وأضاف سماحته بأن الحكومات التي تعتبر شعوبها مصدراً للسلطات "هي التي يمكن أن تقول لا للحكومة الأمريكية.. وترفض وصايتها وتعترض على سياستها".

وحثّ الحكومات العربية والإسلامية على تجاوز خلافاتها الاقليمية التي تعطل مسيرة التنمية في المنطقة وتفسح المجال للتدخل الأجنبي وتخلق له سوقا لتصريف السلاح تحت مزاعم حماية الدول من بعضها. 

وأعرب الشيخ الصفار عن الأمل في أن تتجه الحكومات والشعوب الى استعادة حقوقها وكرامتها وقرارها السيادي المستقل عن تأثير الهيمنة الأجنبية. 

ويدعو إلى الحدّ من الجدل المذهبي

وفي سياق مختلف دعا سماحة الشيخ الصفار إلى الحدّ مما وصفه التهريج والإساءات المتبادلة تحت عنوان الجدل المذهبي القائم عبر بعض القنوات الفضائية "الطائفية".

وقال الشيخ الصفار "ينبغي أن نضع حداً للجدل المذهبي الذي يُراد منه اشغال المسلمين وإعداد ساحتهم للاحتراب والنزاع والخصومة". 

ورأى أن الجدل المذهبي لا ينبغي أن يكون شغلاً شاغلاً للمسلمين على حساب أوطانهم وحماية مصالحهم ومواجهة التحديات التي تعترضهم.

وأشار في حديثه إلى أن هناك أطرافاً تريد للمسلمين الانشغال بالجدل المذهبي إلى يوم القيامة. متهما هذه الأطراف بالاستغلال والمتاجرة بالدين لحساب مصالحهم الذاتية.

وأمام حشد من المصلين دان سماحته الحوارات المذهبية القائمة على بعض القنوات الفضائية "الطائفية" معتبراً ذلك "تهريجاً وإساءات متبادلة وإشغالاً للأمة". 

 واستدرك الشيخ الصفار بأن الجدل الديني لا يكون مقبولاً إلا وفق ضوابط حددها القرآن الكريم.

وذكر من تلك الضوابط الاعتراف بالحرية الدينية وضمان حق الممارسة العبادية للجميع والنأي عن الإكراه في الدين والدعوة والحوار في ظل احترام الآخرين.

وأوضح بأن سبيل الحوار ينبغي أن يكون كما أمر القرآن الكريم بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن وليس بالأساليب التي تثير الضغائن والأحقاد وتدفع الى النزاع والخصومة.