الشيخ الصفار: نريد لبلادنا وهي تدعو لحوار الأديان أن تكون أنموذجاً في التعايش والتآلف الداخلي
قال الشيخ حسن الصفار في لقاء جمعه مع أكاديميين ومثقفين في الرياض: نريد لبلادنا وهي مهبط الوحي، وأرض الحرمين الشريفين، وقيادتها تتبنى مشروع حوار الأديان والحضارات، أن تكون أنموذجاً في التعايش والتآلف بين أبنائها ومكوناتها الوطنية، بعيداً عن التصنيفات المذهبية والفكرية والقبلية، عبر تجسيد مفهوم المواطنة، والالتزام بقيم الاسلام الداعية إلى المحبة والتسامح والاحترام.
وقال الشيخ الصفار في الاحتفاء التكريمي الذي أقامه الكاتب الاعلامي دحام العنزي على شرفه مساء يوم الأحد 22/12/1434هـ الموافق 27/12/2013م، في استراحة المحمدية بالرياض: إن معظم شعوب العالم تعيش استقراراً سياسياً واجتماعياً، يمكنها من التقدم والانجاز العلمي والتكنولوجي والاقتصادي، بينما تعاني معظم شعوبنا العربية والإسلامية من الاضطرابات والنزاعات والاحتراب الداخلي، الذي عطل التنمية في أوطانها وهدر طاقاتها، وجعلها مسرحاً للنفوذ الاجنبي والأطماع الخارجية.
وأشار الشيخ الصفار إلى ان من أهم اسباب الاضطرابات الداخلية غياب التوافق الوطني على نظام يحفظ حقوق ومصالح كل الأطراف ويؤمن تمثيلها ومشاركتها في السلطة وصناعة القرار.
إلى جانب انتشار الافكار التعصبية المتطرفة، التي تعبيء جماهير كل جهة ضد الأخرى، باسم الدين أو المذهب، أو الانتماء القومي والقبلي.
ودعا الشيخ الصفار إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية لحماية الأوطان من توجهات الفرقة والنزاع، بتحقيق الشراكة الوطنية، وتعزيز الوحدة، ونشر ثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخر المختلف في انتمائه وتوجهه.
وقد ألقى راعي الحفل الاستاذ دحام العنزي كلمة رحب فيها بضيفه الصفار وجميع الحاضرين، مشدداً على أهمية المبادرات الأهلية في تعزيز التآلف والتقارب، وأنه قام بدعوة الشيخ الصفار من هذا المنطلق، وتقديراً منه لأفكاره ومواقفه الوطنية.
وتحدث عريف الحفل الأستاذ عويّد العنزي عن شيء من السيرة الذاتية للشيخ الصفار، داعياً إلى تكثيف اللقاءات بين النخب المثقفة والفاعلة من جميع الأطياف.
وبعد كلمة الشيخ الصفار كانت هناك مداخلات من عدد من الحاضرين، من بينهم عضو مجلس الشورى اللواء المهندس ناصر بن غازي الشيباني العتيبي، والذي تحدث عن مؤتمر شارك فيه مؤخراً في بروكسل عن أوضاع دول الربيع العربي، وما كشفته من هشاشة العلاقة بين مكونات مجتمعات تلك الدول، داعيًا إلى أخذ العبرة والتجربة، لتجنب وطننا الوقوع في مزالق الخلافات والاحترابات، بتوثيق عرى الوحدة فيما بيننا، وخدمة مصالح الوطن العليا.
وكانت مداخلة أخرى للدكتور عبدالرحمن الوابلي، دعا فيها إلى وضع حد للأصوات المتطرفة التي تثير النعرات الطائفية، وتشكك حتى في أعراض من يخالفها في معتقداتها المتشددة، مستشهداً ببعض التصريحات الطائفية السيئة، التي لا يجوز تركها والسكوت عليها، والسماح لها باستغلال المنابر العامة.
وداخل الأستاذ رياض الودعان المذيع في قناة الدانة محذراً من بعض الدول التي تريد اثارة المشاكل الطائفية، مشيداً بمظاهر التعايش والتآلف التي يحتضنها الوطن.
إلى مداخلات عديدة من المشاركين كالأستاذ منسي الحسون، وأشرف العيد، وفوزي الدهان، وممن حضر اللقاء الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض والدكتور بسام صالح الاستشاري في مستشفى الملك فيصل التخصصي، والدكتور محمد الغبين الاستشاري في مستشفى الحرس الوطني، والدكتور محمد الخنيزي عضو مجلس الشورى، والمقدم أحمد الزير، ورجل الأعمال خالد الباعود، والعميد المتقاعد أحمد الخضير، ورجل الأعمال خالد الغبين، والإعلامي عبدالهادي القرني، والدكتور خلف الطليب.