الشيخ الصفار يدعو إلى مبادرة «جديّة» تعزز الوحدة الوطنية
قال الشيخ الصفار إن الأمة تعاني من احتقان سياسي خلقته الأنظمة الإستبدادية على مدى عقود معتبرا "الطائفية "إحدى مظاهر هذا الاحتقان السياسي.
وشدد القول "من الخطأ الاعتقاد بأن عمليات القتل والتفجير والإرهاب, هي فقط بسبب العوامل الطائفية" مستدلا بالصراعات القائمة في الصومال وليبيا وافغانستان وقبلها الجزائر.
وخلال اللقاء الذي استمر نحو ساعة ونصف الساعة على قناة الكوت الكويتية مساء يوم السبت 27 محرم1435هـ الموافق 30 نوفمبر 2013م إتهم الشيخ الصفار الأنظمة السياسية باستخدام التيارات التكفيرية الإرهابية في صراعاتها مع بعضها.
وأضاف سماحته "إذا لم تتجاوز الأمة حالة الاستبداد السياسي وتحقق الشعوب توافقا وطنيا.. فإننا سنبقى نعيش هذه الحالة".
وانتقد الشيخ الصفار ما وصفه بتيار البذاءة والإساءة في الوسط الشيعي، متهما هذا التيار بأنه أعطى تبريرا ومنفذا لتيار التكفير والعنف والإرهاب, بدلاً من أن تتوجه كل الأمة لإدانتة ومحاربته.
وتابع بأن تيار البذاءة والإساءة يخالف ويتنافى مع منهج وتعاليم أهل البيت عليهم السلام وتوصيات المرجعيات الدينية العليا.
واستطرد سماحته بالقول "لا يصح لنا أن نسكت عن ممارسات تخالف تعاليم أئمة أهل البيت وتخالف أوامر ومواقف المرجعية الشيعية, لكي لا تحسب على كل الشيعة والمذهب والطائفة".
ورفض تبرير تصرفات أتباع هذا التيار بأنها تأتي رد فعل على جرائم الإرهاب. وقال "حتى لو كانت عبارة عن ردة فعل, فهي ردة فعل خاطئة لا يقبلها المنهج الإسلامي وليس هذا ما ربى عليه الأئمة شيعتهم".
ورأى الشيخ الصفار أن الحوار والتقارب بين مختلف الطوائف الإسلامية هو مكسب للوطن وللوحدة الإسلامية، رافضا القول بإخفاق مشاريع التقريب على مستوى العالم الإسلامي.
وأضاف القول ان الحوار والتقارب بين مختلف الطوائف الإسلامية "هو ليس مشروعي بل مشروع المصلحين في الأمة على مدى عقود مضت".
ومضى يقول أن مشاريع التقريب على مستوى العالم الإسلامي لم تخفق ولكنها تتعرض لنكسات, ولا بد لها من الاستمرار رغم العواصف التي تتعرض لها.
واعتبر سماحته اللقاءات الأهلية والزيارات المتبادلة بين الشيعة والسنة على مستوى النخب والعلماء والمثقفين في المملكة "هي مكسب للوطن, وللوحدة الإسلامية أيضا".
ودعا سماحة الشيخ حسن الصفار الجهات المعنية إلى اطلاق مبادرة "جدّية" تعزز الوحدة الوطنية في المملكة وتقطع الطريق على امكانية استغلال الأطراف الخارجية لأي مكوّن وطني.
وقال سماحته في اللقاء الذي قدمه الإعلامي عمار تقي "ان الفكر العام لدى الشيعة وعلمائهم في جميع العصور والأوطان ليس مع الانفصال والتقسيم".
ومضى يقول "كل ما يطمح إليه المواطن الشيعي السعودي هو أن يعيش في وطنه بشكل متساو مع بقية المواطنين".
وأبدى الشيخ الصفار رفضه القاطع للاتهامات بارتباط أحداث القطيف بأطراف خارجية، قائلا بأن تلك الاتهامات تأتي "ضمن التهريج والتحريض الطائفي".
وكانت القطيف شهدت منذ العام 2011 احتجاجات متكررة تطالب باطلاق السجناء السياسيين.
وأضاف سماحته "الأصل في هذا الحراك هو أنه ذاتي نابع من الداخل, فهناك مشكلة يجب أن تعالج بدلاً من إلقاء اللوم على الخارج" .
وعلل بأن هذه الأحداث أظهرت مخزوناً من الغضب والسخط لدى جمع من هؤلاء الناس وأن الأمد قد طال عليهم وهم ينتظرون المعالجة والحلول على حد تعبيره.
وكرر الشيخ الصفار دعوته السلطات السياسية إلى اطلاق مبادرة "أكثر جدية لمعالجة الأسباب من جذورها حتى لا تكرر مثل هذه الحالات والأحداث".
ورأى بأن أحداث القطيف ينبغي أن تعطي "دافعاً أكبر وأكثر جدية" للتواصل بين السلطة ورجالات المجتمع الشيعي.