الشيخ الصفار يشيد بـ «مانديلا الثائر الذي غلّب المصالحة على منطق الثأر»
أشاد سماحة الشيخ حسن الصفار بالزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا معتبرا اياه انموذجا للثائر الذي غلّب لغة المصالحة الوطنية على منطق الثأر والانتقام.
وأسف سماحته في مقابل ذلك إلى تحول البلاد الإسلامية إلى ساحة عنف واحتراب بخلاف السيرة النبوية التي أسست لغة التسامح وترجيح الاعتدال والنأي عن العنف السياسي.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 3 صفر 1435هـ الموافق 6 ديسمبر2013م في مدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار أن السيرة النبوية تمثل أفضل مدرسة للإدارة السياسية للمجتمع البشري.
واعتبر سماحته «مانديلا« الذي رحل عن عالمنا مساء الخميس انموذجا حديثا لشعوب المنطقة والعالم نحو إرساء سياسة العفو والمشاركة في مجتمعاتهم بدل الانتقام والاقصاء والالغاء.
وأضاف بأن الراحل الذي قضى 28 سنة في السجن عانى طويلا هو والأكثرية السوداء في جنوب أفريقيا من تسلط البيض وظلمهم واستبدادهم «فلما تهيأت له أسباب الانتصار دعا للمصالحة ورفض الانتقام من البيض«.
وقال الشيخ الصفار «مانديلا دافع عن حقوق السود دون أن يحمل حقدا على البيض«.
في مقابل ذلك أسف سماحته إلى تحول البلاد الإسلامية إلى «ساحة عنف واحتراب وسفك للدماء«.
وأشار إلى أن أعظم ما ميز السيرة النبوية هو «احترام الإنسان وتحكيم العقل وترجيح الاعتدال والرفق وتجنب الصراع والعنف السياسي ما أمكن«.
مستدركا «لقد أصبح سفك الدماء في البلاد الاسلامية من أسهل الأمور«.
وأشار في السياق إلى سياسة العفو ولغة التسامح التي ارساها النبي الأعظم بدل الأحقاد والضغائن حتى مع ألدّ اعداءه ابان فتح مكة.
وأرجع الشيخ الصفار تعثر الثورات العربية الأخيرة إلى «عجز نخبها السياسية عن تحقيق توافق وطني (نظرا) لوجود نفسية الانتقام وأخذ الثأر والالغاء والاقصاء« .
وتابع بأن كل فئة تريد تهميش الفئة الآخرى واقصائها والانتقام منها «وهذا ما حول بلادنا الى ساحة للدمار وسفك الدماء«.
ورأي سماحته بأن «لا حل الا أن نعود لمنطق العقل ولغة الإسلام وأن لا يقصي أحد أحدًا في هذه البلدان«.
ودعا إلى تعاون الجميع من أجل بناء أوطانهم، مشددا بأن الاحتراب والقتل والتدمير لا يعود على أحد بشيء بل هو خراب وضرر على هذه الأوطان.