الشيخ الصفار: الثقافة المتشددة انتجت آلاف الإنتحاريين
قال الشيخ الصفار إن الجيل الشاب في مجتمعاتنا «على مفترق طرق إما أن يتجاوز هذه التحديات بنجاح فيبني مستقبلا مشرقا وإما أن يتخبط فيقع في نفق الضياع والفوضى والاضطراب».
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 17 صفر 1435هـ الموافق 20 ديسمبر 2013م في مدينة القطيف شرق السعودية.
وفي مجال التحدي القيمي والأخلاقي قال سماحته «لا تزال القيم الدينية تطرح على الشباب في مجتمعاتنا طرحا تقليديا ربما كان يناسب الشباب في العصور الماضية.. فلا يستطيع هو أن يتفهم ذلك بشكل سليم».
وأضاف بأن الشباب بات اليوم أكثر قلقا من المستقبل على صعيد الدراسة والعمل والسكن.
وعلاوة على ما سبق يأتي التهميش السياسي في وقت يرى الشباب نظرائهم في البلدان الأخرى يشاركون في انتخاب رؤسائهم وممثليهم في البرلمان، يضيف الشيخ الصفار.
وأرجع سماحته وقوع قسم من الشباب في التطرف الديني والإرهاب «كرد فعل وانتقام من الفشل في مواجهة هذه التحديات».
وأضاف الشيخ الصفار ان توفر الأرضية والثقافة المتشددة دفع قسما من الشباب في المملكة والخليج ليصبحوا وقودا لحركات التطرف والعنف والإرهاب.
وتابع أن جانبا من الثقافة المتشددة لايزال مدسوسا في مناهج التعليم الديني التي «تربي الشاب على أن ينظر للآخر نظرة عداوة وبغضاء، فالمخالف له في الدين والمعتقد والرأي والموقف، كافر ، مشرك، ضال».
وأضاف انه بالرغم من تخلص المناهج التلعليمية من قسم كبير من ثقافة التطرف لكن لا تزال الآثار باقية حتى الآن.
إلى ذلك حمّل الفتاوى التكفيرية واتهام المخالفين في الرأي والمذهب قسطا من المسئولية عن تورط المئات من الإنتحاريين في العراق وسوريا ولبنان واليمن الذين ارتكبوا جرائمهم ضد الأبرياء.
وفي السياق أشار سماحته إلى آخر ضحايا الإرهاب الطفلة تقى ماجد الجشي من مدينة القطيف التي قتلت في العراق ناقلا تعازيه إلى عائلتها وتمنياته بالشفاء لوالدتها المصابة.