الشيخ الصفار يتحدث عن نمط العلاقة بين القيادة والجمهور
ارجع سماحة الشيخ حسن الصفار سبب الاضطرابات التي تعيشها شعوب الأمة اليوم إلى عدم وجود حالة " من الرضا والاستقرار بين القيادات التي تقود هذه المجتمعات وبين الشعوب".
وعرض سماحته العلاقات المتوترة بين الجانبين، فالوضع على الصعيد السياسي متفجر في أكثر من بلد، وكذا على الصعيد الديني هناك اعتراض وتذمر، مؤكدا أن الحديث عن عموم المجتمعات في الأمة.
وأضاف: على الصعيد الديني ليست العلاقة بين القيادات والجمهور "على ما يرام، وكما ينبغي، وأنا اعتقد أنها مرحلة مؤجلة، فالشعوب الآن مشغولة بالشأن السياسي، ومتى ما استقرت الأمور على الصعيد السياسي، سنجد أن هناك حراكاً ونضالاً من اجل أن تكون العلاقة بين المجتمعات والقيادات الدينية أفضل مما هي عليه".
جاء ذلك خلال كلمة القاها سماحة الشيخ الصفار في مسجد الشيخ علي بن حسان بتاروت بعنوان : «القيادة والجمهور في السيرة النبوية» ضمن برنامج أقامه «مضيف خادم اهل البيت الشيخ عبد الرسول البصارى»، تزامنا مع ذكرى وفاة النبي محمد بتاريخ 1/3/1435هـ الموافق 2/1/2014م
وتحدث سماحته عن الحالة التي كان عليها الناس قبل مبعث النبي إذ كانت المجتمعات تعيش نمطًا معينًا من القيادة، كانت القيادة تسلطية تقود الناس بالقهر، وكان عامة الناس لا يجدون إلا الخضوع لتلك القيادة.
وأضاف: لم يكن الحال الديني أفضل من المجال السياسي، والقرآن تحدث عن هذه القيادات التي كانت تستعبد الناس والناس يخضعون لها كعبيد: ﴿اتخذوا رهبانهم وأحبارهم أرباباً من دون الله﴾، كانت تفرض على الناس التعامل معها وكأنها هي الرب لهم.
وأوضح الشيخ الصفار أن رسول الله جاء بنمط جديد من العلاقة بين الناس وبين من يقودهم ، إذ لم تكن قيادته لجمهور الامة قيادة تسلطية مفروضة على الناس، مثل ما كان كسرى في الفرس، أو هرقل في الروم، أو الزعامات في القبائل العربية، تارة بالقوة، وتارة بالأعراف والتقاليد، التي تشكل قوة لا يجد الإنسان مجالاً للخروج منها.
وأضاف: كان رسول الله قيادة أذعن لها الجمهور باقتناع واختيار، لذلك أصبح قائدًا للأمة باختيار الأمة واقتناعها، وإيمانها به، وليس لسبب آخر.
وأبان أن النبي كان قيادة مشروع، وليس قيادة قبيلة، داعيا للتفريق بين الأمرين، في بعض الأحيان يكون قائد للمجتمع كجزء من الديكور الاجتماعي، ولكن يوجد هنالك قائد لمشروع ولبرنامج يتبعه الأتباع لتطبيق هذا المشروع والبرنامج.
ووصف رسول الله بأنه جاء بمشروع الهي، وهي الرسالة الإسلامية، وطلب من الناس أن يؤمنوا به على أساس هذا المشروع.
ورسم سماحة الشيخ الصفار بناء على الأمرين السابقين السمات الواضحة في علاقة الرسول بجمهور الأمة، التي كانت مع عموم الجمهور وليست مع النخبة، وكانت تعتمد منهجية الشورى، والاحترام لكل أفراد الأمة صغيراً وكبيراً رجلاً وامرأة.
وأهاب بالأمة أن تدرس نمط العلاقة بين رسول الله كقائد، وبين جمهور الأمة كأتباع له، وأن تطالب القادة أن يتعاملوا مع أفراد الأمة كما كان رسول الله يتعامل معها، وأن يتركوا هذا التعالي، وهذا التسلط على الناس، وهذا الاستئثار والتفرد بالقرارات التي تتعلق بأمور الناس وقضاياهم.