الشيخ الصفار يستعرض دور الأئمة في تعزيز القيم الأخلاقية
تعزيز قيم الأخلاق في الأمة كان مهمة رئيسة في حياة أئمة أهل البيت ، لأن الأخلاق هي جوهر الدين، فرسول الله حصر بها وظيفة رسالته بقوله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
جاء ذلك في محاضرة ألقاها سماحة الشيخ حسن الصفار في مسجد الرسول الأعظم بالفضول في محافظة الأحساء مساء يوم الجمعة 7 ربيع الأخر 1435هـ الموافق 7 فبراير 2014م بعد أن أمّ المصلين في صلاتي المغرب والعشاء.
وقال الشيخ الصفار في محاضرته وسط جمع كبير من المصلين وعدد من علماء البلدة وشخصياتها: إن حالة الأخلاق والقيم في واقع الأمة تعرضت لانتكاسة بسبب هيمنة الاستبداد على الأمة بدءاً من الحكم الأموي والعباسي، والاستبداد يعمل على افساد الأخلاق وتدمير القيم، بسياساته الجائرة التي تطال مختلف جوانب الحياة، كما شرح ذلك الشيخ عبدالرحمن الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد).
واضاف الشيخ الصفار أن قسماً من علماء الأمة التحقوا بركب المستبدين، فأصبحوا يبررون الفساد والانحراف الأخلاقي باسم الدين، حيث كانوا يدافعون عن القوة ويروّضون نفوس الناس للخنوع لها، ويؤكدون على خضوع الرعية للظلم، وسلطة الرجل المطلقة المجحفة على زوجته وأسرته، وهيمنة الاسياد على الأرقاء والخدم، ويمالؤن الأغنياء على حساب الفقراء.
وأشار الشيخ الصفار إلى جانب آخر من خذلان هؤلاء العلماء والدعاة لقيم الأخلاق والفضيلة بأنهم كانوا يركزون في خطابهم الديني على قضايا العبادات والشعائر الدينية، ويتجاهلون الحديث عن رعاية الحقوق، واهمية خدمة الناس وحماية مصالحهم.
ثم استعرض الشيخ الصفار دور أئمة أهل البيت في بث مكارم الأخلاق وتعزيز القيم النبيلة في حياة الأمة وذلك عبر الوسائل التالية:
- تجسيد القيم والأخلاق في سيرتهم العطرة.
- بث التوجيهات والتعاليم والثقافة الأخلاقية والتأكيد عليها في أحاديثهم ووصاياهم.
- تكوين مجتمع ايماني نموذجي من خلال اتباعهم وشيعتهم، حيث يؤكد الأئمة على تقيّد الإنسان الشيعي والمجتمع الموالي لأهل البيت بالقيم الأخلاقية داخل المجتمع ومع الآخرين.
وركّز الشيخ الصفار على توجيهات الأئمة لشيعتهم بأن يحفظوا بينهم حقوق الاخوة الإيمانية ويتعاملوا بالاحترام المتبادل حتى وإن اختلفوا في الآراء والأفكار، فاختلاف الرأي أمر طبيعي في كل مجتمع بشري، وفتح باب الاجتهاد يعني شرعية الاختلاف وتعدد الآراء.
ولا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى الخصومة والنزاع واتهام كل طرف للآخر في دينه وعقيدته، فتلك هي أرضية الاتجاه التكفيري وروح التعصب التي ننتقدها عند الآخرين. فلا يصح أن نقبل بتسربها إلى أجواء مدرسة أهل البيت القائمة على التسامح والانفتاح، واحترام كرامة الانسان وحرية الرأي وشرعية الاجتهاد.
ضيافة آل مطر:
وكان الشيخ الصفار قد حلّ ضيفاً على أسرة آل مطر الكريمة في الفضول تلبية لدعوتهم، حيث أقاموا مأدبة عشاء على شرفه في مزرعة الحاج جواد آل مطر حضرها جمع من العلماء والشخصيات، ودار خلالها حديث عن تشجيع وتطوير الخدمة الاجتماعية والعمل التطوعي في البلاد ومن أبرز الحاضرين: البروفيسور السيد هاشم الصالح والمهندس أحمد عباس المطر، الشيخ علي النظام، الشيخ محمد باقر المطر، الشيخ حسين الشريط، الشيخ سعيد الكاظم، الشيخ أحمد المطر، الشيخ أحمد المهيني، الشيخ عيسى الحباري، الشيخ أحمد عباس البرية، الشيخ عبدالعزيز أحمد الغانم، الشيخ حبيب السماعيل، والسيد أمين الشخص.
زيارة الجمعية:
كما قام الشيخ الصفار بزيارة جمعية الفضول الخيرية حيث كان في استقباله اعضاء مجلس الإدارة والذين رحبوا بزيارته وقدموا عرضا وثائقياً عن نشاطات الجمعية وانجازاتها، وتحدث الشيخ الصفار مشيداً بتميّز برامج الجمعية ورياديتها رغم حداثة تأسيسها سنة 1428هـ.
زيارة دار المصطفى:
وقام الشيخ الصفار بزيارة دار المصطفى للتثقيف الديني التي تأسست عام 1433هـ واستقبله اعضاء الادارة مرحبين بقدومه، وعرضوا برنامجاً وثائقياً عن أنشطة الدار وأعمالها. حيث شكرهم الشيخ الصفار على اهتمامهم بتثقيف الناشئة والشباب، وتوجههم لماسسة العمل، وتطوير اساليب الدعوة والتوجيه.
مشيداً بالدور الريادي للدكتور باسم المطر المشرف على المؤسسة، بما يمتلك من ثقافة ووعي وخبرة وتجربة، اضافة إلى اخلاصه الديني والاجتماعي، مشيراً إلى ما لمسه من مكانة للدكتور باسم المطر في أوساط المؤمنين في الولايات المتحدة الامريكية، حيث كان يقيم في مدينة (هيوستن) ويتصدى للنشاط الديني والاجتماعي فيها، من خلال الديوانية التي اسسها هناك.
زيارة أبو خمسين والخرس:
وختم الشيخ الصفار جولته في الاحساء بعيادة سماحة الشيخ موسى ابو خمسين والذي أجرى عملية في فقرات ظهره، وعيادة الشيخ عادل ابو خمسين الذي ألمت به وعكة صحية، داعياً لهما بالصحة والشفاء العاجل.
كما زار الشيخ الصفار الحاج محمد الخرس (ابو هاني) في منزله بمنطقة الخرس.