الشيخ الصفار: التواصل المذهبي بين الشيعة والسنة في المملكة تجارب ثرية وإيجابية
قال الشيخ حسن الصفار في حديث له في مجلس سماحة الشيخ عبدالله دشتي في الكويت: إن تجربتنا في المملكة العربية السعودية في التواصل بين النخب الدينية والثقافية من السنة والشيعة تجربة ثرية وايجابية ومشجعة
وكان الشيخ عبدالله دشتي أحد أبرز علماء الشيعة في الكويت وإمام مسجد الإمام المهدي في منطقة الرقعي قد استضاف الشيخ الصفار في مجلسه مساء يوم الخميس 5/5/1435 الموافق 6/3/2014م بحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين طلبوا من سماحته تسليط الأضواء على تجربة التواصل مع علماء السنة وخاصة السلفيين في المملكة، فتحدث الشيخ الصفار منطلقاً من ثلاث نقاط:
الأولى: أن التواصل والتقارب بين ابناء الأمة على اختلاف مذاهبها يجب أن يكون مبدءاً واستراتيجية يعمل من أجلها كل الواعين والمخلصين، استجابة لأمر الله تعالى وأمر رسوله وتوجيهات أئمة أهل البيت عليهم السلام.
الثانية: أن العقل يرشد إلى أن التعايش بين الطوائف والمذاهب هو الخيار الصحيح وهو ما يحقق المصلحة الوطنية المشتركة، لأن البديل هو التنازع والتنافر وتفتت المجتمع. وأن حالات الصراع المأساوية في البلدان الأخرى يجب ان تدفعنا إلى حماية اوطاننا من التمزق والتفرقة.
الثالثة: أن وجود أصوات متطرفة وتكفيرية لا يبرر العزوف عن السعي للتواصل والتقارب، فالتطرف وإن كان هو الصوت الأعلى في ظروف التخندق الطائفي، لكنه لا يمثل الجميع، ففي كل الطوائف أصوات متطرفة في السنة والشيعة وأن تفاوتت نسبة التطرف ومساحته، كما يوجد معتدلون ووسطيون هم الأكثرية في السنة والشيعة.
واستعرض سماحته تجارب العلاقة في المملكة منذ انطلاق الحوار الوطني الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين، وتحدث عن الدعوات واللقاءات التي شارك فيها في الرياض وجدة والطائف والمدينة وأنحاء من المنطقة الشرقية، ووجد فيها ترحيباً من مضيفيه ومن جمهور المستمعين، ومعظم تلك اللقاءات غطيت إعلامياً، ووثقت في كتب مطبوعة.
كما استعرض زيارات علماء ومثقفين وأكاديميين من أهل السنة ومنهم شخصيات سلفية لمجالس ومنتديات شيعية في القطيف والأحساء وقال إنه: لا يكاد يمر شهر دون أن تتخلله زيارة أو لقاء لأحد الشخصيات السنية في منتديات شيعية أو أحد الشخصيات الشيعية في منتديات سنية.
وفي إجابة للشيخ الصفار على سؤال أحد الحاضرين بوجود اعتراضات داخل الشيعة على هذه العلاقة مع السلفيين كما تظهره بعض الكتابات والمواقف المعترضة، قال الشيخ الصفار: من الطبيعي أن تتعدد المواقف حول العلاقات المذهبية داخل المجتمع الشيعي وكذلك داخل المجتمع السني، فكما يتعرض الساعون للتقارب من الشيعة لحملات من التشكيك والاتهامات داخل مجتمعهم، كذلك يتعرض الساعون للتقارب من السنة لحملات مماثلة في أوساطهم، بتأثير الأحداث السياسية التي تعصف بالمنطقة بصبغة طائفية، وبفعل الشحن الإعلامي واختلاف وجهات النظر، إى أن ذلك لا ينبغي أن يزيد الواعين المخلصين إلا إصراراً على الانفتاح واستمرار مساعي التواصل والتقريب للحد من اضرار وأخطار الفتن الطائفية على الأوطان والأمة.