عند استضافته بديوان الميثاق بالكويت
الشيخ الصفار: على دعاة الإصلاح الديني أن يكونوا أكثر تأصيلاً وجرأة وتحملاً
قال الشيخ حسن الصفار: إن خط الإصلاح والتطوير في الفكر الديني خط عريق في تاريخ الأمة يتجدد في كل عصر وزمان، وخاصة أمام التحديات التي تواجه الدين والأمة، لأن التحديات وتغيّر ظروف الحياة، وتقدم المعرفة تطرح تساؤلات جديدة، وتتطلب إجابات وحلولاً مناسبة للتطور الاجتماعي، وهنا تأتي قيمة وأهمية فتح باب الاجتهاد في الإسلام.
جاء ذلك في حديث للشيخ الصفار في ضيافة ديوان الميثاق في الكويت مساء يوم الاثنين 2/5/1435هـ الموافق 3/3/2014م، حضره حشد من الأكاديميين والمثقفين الكويتيين، حيث أبدى الشيخ الصفار تفاؤله باتساع رقعة النقد ومراجعة التراث في الوسط السني والشيعي، مشيراً إلى بعض الأصوات والأقلام الناقدة في المدرسة السلفية بالمملكة العربية السعودية، والتي أصبحت تناقش أموراً كانت حتى بالأمس القريب من المسلمات في المدرسة السلفية، كما استعرض مكاسب وانجازات حركة الإصلاح الثقافي في المجتمع الشيعي، مستشهداً بالشيخ النائيني، والسيد محسن الأمين، والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والشيخ المظفر، والشهيد الصدر، والشهيد مطهري، والسيد فضل الله، والشيخ شمس الدين، وعشرات الأسماء من العلماء والمفكرين الشيعة المعاصرين.
وقد طرح عدد من الحاضرين في اللقاء تساؤلات وانتقادات لما اسموها حالة من النكوص والتراجع في الثقافة الشيعية السائدة وخاصة من خلال خطاب بعض الفضائيات؟
ودعا الشيخ الصفار المتسائلين إلى النظر للنصف المليء من الكوب، حيث تتسع رقعة دعاة الإصلاح والتجديد في الساحة الشيعية، لكن طبيعة التغيير الثقافي تتطلب وقتاً وتستلزم كلفة وأثماناً على الإصلاحيين أن يتحملوا دفعها. فهناك أجواء طائفية ملتهبة، وخوف وقلق على الهوية، وخشية من تمييع المذهب، وتقديم التنازلات للآخر المخالف، مما يوجب على دعاة الإصلاح أن يدعموا طروحاتهم بالتأصيل العلمي، وليس مجرد طرح الشعار أو النقد الإنشائي، كما أن عليهم أن يكونوا أكثر جرأة في طرح آرائهم، وأن يتحلوا بالصبر على الضغوط، وما يواجههم من حملات تشكيك وتشويه، فذلك من طبيعة المعارك الفكرية والصراعات الدينية الداخلية.