الصفار: الدافع للوصاية على الغالب.. مصلحي!

جريدة الحياة صفحة الواحة

أوضح الدكتور حسن الصفار أن الإنسان عانى ولا يزال يعاني من نوعين من محاولات الاستعباد والتسلط. استعباد لجسمه يقيّد حركته ونشاطه، وتسلط على فكره يصادر حرية رأيه، وحقه في التعبير عنه، وإذا كانت مظاهر الاستعباد المادي تقلصت، فإن ممارسات الوصاية الفكرية لا تزال واسعة النطاق، بخاصة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية».

واعتبر الصفار - وفقاً لموقعه في الإنترنت - أن الوصاية الفكرية هي أن جهة ما تعطي لنفسها الحق في تحديد ساحة التفكير أمام الناس، وتسعى لإلزامهم بآرائها وأفكارها عن طريق الفرض والهيمنة، وأشار إلى أن أبرز مظاهر الوصاية الفكرية هي فرض الرأي على الآخرين بالقوة، ومصادرة حريتهم في الاختيار، والنيل من الحقوق المادية والمعنوية للآخرين بسبب اختياراتهم الفكرية، والاحتقار وسوء التعامل مع ذوي الرأي الآخر.

وقال: «إذا كان الله تعالى منح الإنسان عقلاً ليفكر به، وإرادة ليقرر ويختار، وليتحمل مسؤولية قراره واختياره، فلماذا يحاول البعض حرمان الآخرين من استخدام هذه المنحة الإلهية واستثمارها، فيمارسون الوصاية على عقول الآخرين وإراداتهم، فهم يفكرون نيابة عن الناس، وعلى الناس أن يقبلوا آراءهم. ومن تجرأ على المخالفة ومارس حرية التفكير وحق الاختيار لما اقتنع به من رأي، فله منهم الويل والأذى! إذ يستخدمون ضد المتمردين على هيمنتهم الفكرية، كل وسائل الضغط والتنكيل المادية والمعنوية».

وأكد أن الدافع الحقيقي لهؤلاء في ممارسة الوصاية الفكرية، هو في الغالب دافع مصلحي، بهدف تحقيق الهيمنة على الآخرين، واستتباعهم للذات، لكنهم يتحدثون عن دافع آخر يبررون به ممارستهم للوصاية الفكرية، وهو دافع الإخلاص للحق الذي يعتقدونه في رأيهم، والرغبة في نشر الحق وهداية الآخرين إليه.

نشر بجريدة الحياة الجمعة، 14 مارس/ آذار ٢٠١٤ | 13جمادى الأولى ١٤٣٥ العدد 18606