الشيخ الصفار: «ازدواجية المعايير» تضر بمصداقية الكيانات والأفراد
- ويأسف إلى وجود »فاصلة كبيرة« بين الشعارات والتطبيق في منطقتنا العربية.
- ويقول: إن البعض يهاجم الأنظمة لقمعها حرية التعبير لكنه يشنّع على المختلفين معه في الرأي.
- ويضيف إن ازدواجية المعايير الأخلاقية تصيب الأفراد والكيانات السياسية على حدٍّ سواء.
حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار على التزام المصداقية في التمسك بالقيم والمبادئ رافضًا في الوقت عينه الانتقائية وازدواجية المعايير ضمن الممارسات اليومية على مختلف الصعد.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 25 جمادى الثانية 1435هـ الموافق 25 أبريل2014م في مدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار: إن كثيرًا ممن كانوا يتشدقون بالقيم والمبادئ والنظريات سرعان ما تركوا كل ذلك خلف ظهورهم عند أول امتحان جدي وضعهم على المحك.
وتناول في السياق تجارب بعض الكيانات السياسية التي بلغت الحكم في دول كثيرة فصارت أكثر فسادًا من الأنظمة السابقة بعد أن كانت تتشدق بقيم العدالة والنزاهة والحرية والاهتمام بقضايا الشعب.
وقال أمام حشد من المصلين: إن ما سبق يكشف إلى حدٍّ بعيد غياب المصداقية لدى هذه الأطراف.
وشدد سماحته على أن ما يجري من ازدواجية في المعايير الأخلاقية لدى الكيانات السياسية ينطبق بذات القدر على الأفراد ضمن تعاملاتهم اليومية المختلفة.
وأضاف في السياق نفسه بأن البعض لا ينفك يهاجم الأنظمة القمعية التي تضيق عليه في مجال حرية التعبير لكن هذا الشخص نفسه لا يتردد في مهاجمة أصحاب الآراء المخالفة لرأيه والتشنيع عليهم.
واعتبر سماحته الانتقائية في التزام القيم إنما تضرب في صميم المصداقية لدى الكيانات والأفراد على حدٍّ سواء.
وأرجع الشيخ الصفار بروز الازدواجية وغياب المصداقية في التعاطي مع القيم والمبادئ لدى بعض الأطراف إلى تبني هؤلاء القيم على مستوى الكلام والشعارات غير المتجذرة في النفوس.
وأشار سماحته إلى غياب البيئة المعززة لمسألة الالتزام بالمبادئ والقيم كعنصر آخر لبروز الازدواجية في التزام القيم لدى بعض الناس.
وتابع بأن ما يجعل الناس يلتزمون بالقيم هو توافر البيئة الحاضنة المعززة للالتزام بالقيم التي تنشأ وسط العائلة والمدرسة والمجتمع عامة تحت مظلة قانونية ترعى تطبيقها.
وأسف الشيخ الصفار إلى وجود »فاصلة كبيرة« في منطقتنا العربية بين الشعارات والنظريات من جهة وبين الممارسة والتطبيق من جهة أخرى.