مشاركا في ندوة مسجد الوزان في الكويت
الشيخ الصفار: الإسلام مشروع حضاري لكل البشرية
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن الإسلام الذي بشر به أهل البيت جاء بمشروع حضاري للبشرية جمعاء, لإسعاد الحياة على وجه الأرض ولتقديم أنموذج للحياة الطيبة السعيدة .
وأضاف: إن الآيات والروايات تبين أن الإسلام لم يأت لإسعاد معتنقيه فقط بل جاء رحمة للعالمين، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور.
جاء ذلك خلال مشاركة سماحة الشيخ الصفار في ندوة (المشروع الحضاري لأهل البيت ودور المرأة في هذا المشروع) التي انعقدت في ديوان مسجد الوزان – مشرف، الكويت، بتاريخ 13/8/1435هـ الموافق 11/6/2014م.
وأبان سماحته أن مشروع الإسلام الحضاري يتكئ على المنطلق الإيماني، ومحورية العقل وقيمة المعرفة، والفاعلية والتنمية، والالتزام القيمي بالقيم السامية.
وشجب الشيخ الصفار ما يقدمه البعض من صور عن حياة أهل البيت وكأنهم كانوا منشغلين عن مجتمعاتهم لا يهتمون بشؤونهم وشجونهم، منكفئين على أنفسهم.
وقال: عاش أهل البيت هموم أمتهم وانفعلوا بالواقع الاجتماعي فأسسوا مشروعا حضاريا يمثل جوهر الإسلام وروحه.
وعن محور المنطلق الإيماني في المشروع الحضاري قال سماحته: أهل البيت يريدون من الإنسان أن ينطلق في حياته من الإيمان بالله والانفتاح عليه، لأن الإيمان بالله يعطي للإنسان الشعور بقيمته، ودوره في هذه الحياة.
وأضاف: لم يكن خلق الإنسان عبثيا اعتباطيا وإنما جاء لغاية وهدف ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً﴾ بل هو صاحب رسالة.
وأبان سماحته أن المنطلق الإيماني في مدرسة أهل البيت هو ذلك "الانفتاح القلبي الوجداني على الله سبحانه وتعالى ، والارتباط به عبر الشعور بالحاجة إليه وتفويض الأمور اليه، واستلهام الصبر والثبات والاستقامة في مواجهة الشدائد وتحديات الحياة منه، والتطلع إلى رحمته وكرامته كمنبع أمل في هذه الحياة".
وعن محورية العقل وقيمة المعرفة قال سماحته: ركز أهل البيت على أهمية العقل، وعلى دوره حتى في فهم الدين، بل هو الأساس لفهم الدين.
واضاف: المشروع الحضاري لأهل البيت هو باتجاه دفع الإنسان للرجوع إلى عقله، والى محورية عقله.
واستنكر الشيخ الصفار ما تقوم به بعض الاتجاهات الدينية من تقليل لقيمة العقل، ودفع الإنسان باتجاه الأمور الغيبية والأمور الميتافيزيقية وكأن العقل لا دور له.
وعن الفاعلية والتنمية كمعلم ثالث للمشروع الحضاري قال سماحته: لان الإنسان جاء إلى هذه الحياة من اجل إعمار الأرض ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ فإن الله سبحانه وتعالى يريد منه ان يستفيد من الخيرات ومن الثروات التي أودعها في أعماق هذا الكون ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ﴿سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾.
وأضاف: لابد أن يعيش الإنسان في حالة من الحركة والفاعلية، وكم كان اهل البيت يحثون أتباعهم وتلامذتهم على الحركة والعطاء والعمل، بل كانوا هم نماذج على هذا الصعيد، كانوا يعملون في التجارة والزراعة والعمل الاجتماعي العام.
وختم الشيخ الصفار كلمته بالحديث عن المعلم الرابع للمشروع الحضاري وهو الالتزام بالقيم الإنسانية السامية.
وقال سماحته: أن الالتزام بقيمة العدل ، وقيمة احترام الإنسان لإنسانيته، وقيمة التسامح، وقيمة الحرية التي بها تتحقق إنسانية الإنسان هو بعد أساس في مشروع أهل البيت الحضاري.
وتساءل: عندما نتطلع لقدوم الإمام المهدي فما هو المشروع الذي يحمله لنا؟
وأوضح أن المشروع الأساس للإمام المهدي (أن يملأ الأرض قسطا وعدلا)
وقال: إذا كنا نتوقع إماما من اجل أن يطبق قيم العدل والقسط فهذا يعني أن نتجه نحن أيضا لتجلية هذه القيم، ولنشر ثقافتها، وللعمل من أجلها والالتزام بها في حياتنا الخاصة والعامة.
هذا وقد شارك إلى جانب سماحته في الندوة الدكتورة خديجة المحيميد متحدثة عن دور المرأة في المشروع الحضاري لأهل البيت كما بثت قناة العدالة تسجيل للندوة