الشيخ الصفار: يحذر من الأفكار القاتلة والمتخلفة
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الله خلق الإنسان من جسم وعقل وجعل قيمته وتميزه بما يحمله من علم ومعرفة.
وأضاف: بالعلم والمعرفة تتحقق إنسانة الإنسان، وقيمته تتمثل في ما يمتلكه من معرفة.
جاء ذلك في كلمة القاها سماحته في مسجد الرسول الاعظم بصفوى خلال الحفل الذي اقيم بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام الحسن المجتبى مساء السبت 14 / 9/ 1435هـ الموافق 13 / 7/ 2014م.
وتعليقا على قول الإمام الحسن : «عَـجِبْتُ لِمَنْ يَتَفَكَّـرُ فى مَـأْكُولِهِ كَيْـفَ لا يَتَفَـكَّـرُ فى مَعْـقُـولِهِ، فَيُجَنِّبُ بَطْنَهُ ما يُؤْذيهِ، وَ يُودِعُ صَدْرَهُ ما يُرْدِيهِ» قال: حقا انها كلمة رائعة وهدى عظيم، وتوجيه من الامام لنظر الانسان للمقارنة بين المأكول والمعقول.
وأبان سماحته أن على الإنسان أن يهتم بغذاء جسمه لكن ليس على حساب الغذاء الروحي والمعرفي، فكما يحتاج الجسم إلى الغذاء كذلك العقل يحتاج إلى تغذية.
وأوضح أن قيمة كل إنسان بعلمه لقول رسول الله : «أكثر الناس قيمة أكثرهم علماً وأقل الناس قيمة أقلهم علماً»، فبالعلم والمعرفة يصنع رقيه وحضارته.
وتابع كثيرون يهتمون بالمأكول ولا يهتمون بالمعقول، والنصوص تشير إلى أن قيمة الانسان في ارتقائه الروحي والمعرفي والعلمي، وعلي يقول: «من كان همه بطنه فقيمته ما يخرج منه».
وأبان أن من ينشغل عن غذاء الروح والعقل بغذاء الجسد يكون بعيدا عن الله، فعلي يقول: «أمقت العباد إلى الله سبحانه من كان همته بطنه وفرجه».
وقال الشيخ الصفار ان الانسان بحاجة إلى توازن بين ما يصرفه لغذاء الجسم وغذاء العقل فإن اختل التوازن فإنه يظلم نفسه في الدنيا والاخرة.
وطالب سماحته المجتمع أن يهتم بالثقافة الصحيحة فإن الإنسان لكي يحرص على صحة جسمه لا يتناول طعاما ملوثا، كذلك عليه ان يحرص على صحة فكره وسلوكه.
وحذر سماحته مما وصفها بالثقافة المريضة التي توجه الإنسان لبغض الآخرين وكراهيتهم.
واستنكر وجود ثقافات قاتلة في الأمة تدفع شبابها للتطرف والإرهاب، وتشجعهم على قتل الأبرياء.
وأعرب عن أسفه لوجود ثقافة التبرير للتخلف، ورفض التطور والإصلاح، هذه الثقافة التي عانت منها الامة طويلا، ووقفت امام تطورها.
وطالب بتبني الافكار السليمة التي تحث الانسان على حب الاخرين، وتدفعه للانفتاح والتسامح.
وقال: إننا مطالبون بحب الناس وجر محبتهم لنا ولديننا لقول الامام الصادق : «رحم الله عبداً حببنا إلى الناس ولا يبغضنا إليهم».